‏إظهار الرسائل ذات التسميات نصوص. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نصوص. إظهار كافة الرسائل

السبت، 15 أغسطس 2020

أن تكون عظيمًا



Art by/ Bellhoula Amir 



 

 

في كل مرة افتحُ فيها عينايّ صباح أيّ يوم أتذكر رغبتي الكبيرة في إطلاق العنان ليدايّ وعقلي بالكتابة، في كل مرة أقبل بها على الحياة تشرق فكرة أو دهشة متقدة داخلي؛ لأن تكون عنوانًا لما أريد نقله هنا بكل حب.

 

الأشهر التي غبتُ فيها عن المدونة لم أكن غائبة فيها عن ساحة مواقع التواصل، كنت أكتب ولكن نصوصًا قصيرة لا تحتمل أن تكون تدوينه كاملة، فوجهت تركيزي على صفحتي في الانستقرام، كانت نافذة مختلفة أطل بها على العالم بالمحتوى الذي يعرضه الجميع، أحببت أن أكون بنسخة أقل كلفة، دون تنقيح أو تدقيق مستمر لما سوف ينشر، أحببت سهولة الكتابة والضغط على زر النشر في اليوم التالي.

 

لم تكن تلك الأشهر التي مررت بها سهلة، كانت صعبة إن كنت سأكون منصفة، ولكنني حاولت جعل الكرة تتدحرج، حاولت جعل المركب يسير لأجلي قبل أي شيء. كنتُ أؤمن بأن الحياة اختيار ولكن واجهت ما كان يدفعني لتصديق بأن الحياة ليست بذلك الشكل، قد تكون الحياة ساحة معركة بعض الأحيان، معارك داخلية مع ذاتك أو ربما خارجية مع الآخرين، الحياة قد تتحول في أيامٍ معدودة لجحيم لا ينطفئ، ولا يمكنك إغماد الحريق إن حاولت بكل ما استطعت.

 

ربما أكون صريحة الآن بشكل لم يسبق لي في أيّ من تدويناتي السابقة، ومن الممكن بأنني أحتاج لهذا النوع من الشفافية في هذه المرحلة من حياتي، ألا أخاف من تفكير الآخرين حين أقول بأن الشعور الذي كان يغلبني طيلة الوقت هو "الإحباط"! ولا أظن أن فكرة تحديد مصدر هذا الإحباط سيكون مفيدًا لك أيها القارئ العزيز، ولكن جزء من هذا الشعور كان ينبع من عدم رؤية النتائج للعديد من الأمور.

 

لدي تطلعات عالية من الحياة وهذا لا عيب فيه، ولكن لابد على المرء أن يكون واقعيًا، منطقيًا، ساعيًا بكل ما يمكنه وألا يستعجل الأمور وألا يضع توقعات مفصلة، بل اجعل توقعك محايدًا ولا تتعلق بنتيجة معينة وهذا ما تعلمته لاحقًا في وقتٍ ما خلال الأشهر الماضية.

 

من أين أبدأ؟

 

كلنا نرغب في مرحلةٍ ما من حياتنا أن نكون شيئًا ما، أن نحقق خطوة عظيمة فتجعل منا بكل منطقية "أفرادًا عظماء"، ولكن ماذا يحدث حين لا يكون هذا هو المسار؟ ماذا ستقول لنفسك حين لا تصبح كل الأمور التي اقنعت بها ذاتك بأنها ستحدث قد تحدث؟

 

ربما لأننا نعيش في زمنٍ مختلف بمعايير غير منطقية وكل ما نرغب به في هذه الحياة هو أن يصل لنا سريعًا، كسرعة امتلاء البالون بالهواء، نريد أن ننتفخ سريعًا، أن نحلق سريعًا، أن تنفجر كل فقاعات احتمالاتنا الأفضل في وقت واحد!

 

هل من المعيب أن نتمنى صنع العجائب؟ أو أن نكون قادرين على تسلق المستحيل؟

 

بالطبع لا، لك الحق في ذلك، الأحلام مجانية ولن تدفع سوى ثمن "القلق" حيال عدم تحققها.

 

 

كنت أقرأ مقالًا بعنوان"أزمة ربع العمر: لست وحدك تشعر بالضياع"مقال لطيف، صريح أعجبني كثيرًا، شدتني جملة وأنا اقتبس هنا:

" أحس بالنقص مقارنة بمن حولي في الواقع، أو بمن في العالم الافتراضي، دائمًا أشعر بأنني كبرت، أوشك عمري على الانتهاء ولم أنجز شيئًا. لم أصر عظيمة". 

"لم أصر عظيمة"!

ياه كم من التأملات والوقفات التي تساقطت عليّ يومها، جملة تميل إلى أن نحتفظ بها بين ذواتنا ولا نشاركها، لأنها توحي بعدم النضج أو السطحية في التفكير أو ربما شيء من النرجسية، أنا هنا أعدد الأفكار التي قد تطرأ على الأغلبية حين نستمع لشخص يقول "أريد أن أكون عظيمًا".

شدتني فكرة نقل حوار بهذا القدر من الشفافية، أميل للشخصيات الواضحة الواعية لما يحدث في عقلها وأندهش من قدرة بعض الأشخاص على توفير هذا القدر من الوعي، رفاهية أن تعرف كيف تفكر قبل أن تفكر، التصالح الكبير مع النفس في مشاركة هذا النوع من الرغبات المادية التي قد لا تلقى رواجًا على الإطلاق!

 

ماذا لو كنت عصفورًا يرغب بالطيران كنسرٍ عملاق!

ماذا يحدث حينها؟ حين تستميت للوصول ولكن هذا لم يكن مكانك من الأساس، لم يكن مقدًرا لك الوصول لتحقيق شيئًا ما كما تتوقعه!

 

أعني بطريقة أوضح، معيار "الوصول" يختلف من فرد لفردٍ آخر، قد تكون شخصًا عظيمًا بمعيار طرف آخر ولكن حين تقف أمام قاضيك الداخلي هل تعتقد بأنه سيرى أنك كافيٍ لهذا المنصب؟

 

سؤالي المختصر ماذا ستفعل باحتمال "أن لا تكون"، "أن لا تصل"!

ما هو الشعور الذي أحسست به حين تساءلت بينك وبين نفسك؟ وبعد أن تساءلت كيف ستتعامل مع هذا الاحتمال؟ وهنا النقطة الفارقة!

 

 

سيكون من غير العدل لي أن أطرح السؤال والإجابة في نفس الوقت، لك أحقية التفكير والبحث ولا أريد أن يقدم لي أيّ شخص إجابة جاهزة؛ فأفقد اكتشاف جواب مختلف، متفرد، أقرب شبهًا بما أؤمن.

 

أيًا كان جوابك وأيًا كان الطريق الذي ستسلكه، تذكر بأن لا أحد يعرفك تمام المعرفة كما تعرف ذاتك وبأن لون السماء متجدد، وقد تختفي الغيوم وتعود في الغد، وربما يهطل المطر أو لا، ولكن السماء تبقى هي نفسها بأشكالها المختلفة بتناقضاتها المبهرة طوال الحياة، وتلك ميزة تفردت السماء بها.

 

 

 

كلمة أخيرة:

لا تخشى الأسئلة العويصة، ولا تخشى من عدم تمكنك من الإجابة، أنت تكتشف نفسك وربما كان ذلك هو كل ما يهم في نهاية المطاف.

 

 

 

 

 

-       عَهْد الحربي.

 





-تجدونني هنا-







 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاثنين، 21 أكتوبر 2019

غرفة الانتظار (قصة قصيرة)


Art by/ unknown




توجدُ درجتان من اللون الأبيض قد تم بهما طلاء هذه الغرفة إن دققت النظر!
قد لا تلحظها لأول مرة ولكن الفرق واضح بشكل مزعج..

الساعة في هذه الغرفة بطيئةٌ جداً .. 

لا أعلم كم مرة أتيت إلى هنا .. 
ربما عشرات المرات .. والعديد من لحظات الانتظار الحارقة!

لا أستطيع تفسير كيف يبدأ عقلي بالفزع حين ألج إلى إحدى غرف الانتظار .. 
طنين مزعج يملأ أذناي كل مرة ..
أشعر بأن إضاءة الغرفة حادة .. مؤلمة .. وتراقب أدنى حركاتي!

أختار دومًا أقرب كرسيٍ للباب .. تحسبًا لو تم حبسي هنا فستكون فرصة هربي ممكنة

لا أحب هذا الهدوء الشديد .. الذي يغلبني دوماً 
و يجبرني على فرد شريط حياتي أمامي .. محملقة في الذكريات السيئة، التي لا أود تذكرها!
أختار دومًا تشتيت انتباهي بأحلام اليقظة، لكن الحصان الأبيض كان يسير ببطء شديد نحو خيالاتي.

الثلاثاء، 23 يوليو 2019

رسالةٌ قصيرة من أجلك





مرحباً!

كيف كان صباحك هذا اليوم؟
أرجو أن تكون بخير وأن تكون الشمس قد أنارت لك غرفتك جيداً ولم تزعجك أشعتها الدافئة.
وإن بدى لك ذلك .. فلا بأس.


كلُّ ما في الأمر بأنني أرجو أن تكونَ مرتاح البال .. مغلقاً صمام القلق باستمرار .. تاركاً باب الهدوء مشرعاً، قابضاً على قلبك بإحكام.
ولن لم تقم بأيٍ من ذلك .. فلا بأس أيضاً.

الاثنين، 17 يونيو 2019

مجرد حديث

Art by /La Picaouette Urbaine







جزءٌ صغير في داخلي كان يحاول منعي من كتابة هذه التدوينة بحجة أنها غير مهمة ولكن ها أنا أكتبها رغم ذلك!

مرحباً يا رفاق .. غبت كثيراً هذه المرة ولست بفخورة بهذا الإنجاز ..

ولكن رغبة كبيرة في التنحي اجتاحتني عند ابتداء شهر رمضان، وددت التعرف على ذاتي من جديد وتشذيب روحي التي اهترأت بعض أجزائها.

الأحد، 26 أغسطس 2018

من منا يختارالآخر؟



Art by/ Troche

هل نحنُ من نختاُر أحلامنا؟ أم أنها هي من تختارنا؟ 

جلستُ أفكر في السؤال وقد كنت قبلها أظنني أعرف الاجابة، لكنني ضعت أكثر وأنا أبحر في كل الاحتمالات الممكنة والأدلة المنطقية؟
أعتقد بأن هذا السؤال يشبه سؤال من "جاء أولًا البيضة أم الدجاجة؟"

لنفترض أننا من نختار أحلامنا .. سيأتي تساؤل "كيف نختار؟" أعني كيف حقاً يختار أحدٌ ما حلمه؟ هل لأنه يشعره بشيء من الفخر وهو يمشي بين أقرانه حاملاً حلمه كطفل رضيع متباهيًا به؟ أم لأن حلمه له صوت رنان يبقيه واقفاً على يديه سعادة؟ 

أتذكرُ حديثاً قديمًا ..  أحد ما قد قال لي: "هذا الحلم كبيرٌ عليكِ! لا يمكنكِ أن تحققيه بهذه الإمكانيات؟ يجب أن تكبري لأجله