الثلاثاء، 29 يناير 2019

موعد مع الفشل


Art by/Siiri Hirsiaho




صادفته كثيراً في حياتي ولكن كنت أحاول أن أغير مساري حتى لا أصطدم به ..
حتى لا أُجبر على مواجهته ومحاولة تفسير نفسي للآخرين.
لكنني قابلته في الكثير من المرات ولم يكن حجم أثره مؤلما كالمرة الأخيرة..
قبل فترة ليست بالبعيدة..

 قابلت فشلاً من العيار المؤذي .. وقد تكررت مقابلاتي معه!
من ما جعل الأمر أكثر صعوبة عليّ في الاقتناع به أو العمل على تقبله ..
دعوني أخبركم قبل أن أشرع بالكتابة أكثر بأنها لم تكن بالتجربة السهلة عليّ.


أن تفشل هذا أمر وأن تفشل عدة مرات متتالية في وقت واحد هذا أمر من نوع آخر.
وأن تعترف بأنك قد فشلت .. حسناً دعني أصفق لك!
دعوني أحدثكم كيف تصرفت؟



حسناً لقد هربت في البداية .. لم أكن أريد الاقتناع بأنني فشلت وكيف لي أن أفشل بعد كل هذا الاعداد والاستعداد!
بعد كل الأيام من العمل وكل التدريب والتدقيق!
ربما كان الهرب مجدياً لي في البداية .. شعرت بأنني لازلت أقف على قدمي وبأن كل شيء لازال تحت التحكم ..
ولكن بعد مرور يوم كامل من النكران والهرب ومحاولة لوم الأوضاع .. اعترفت بأن الأمر لم يسر وفق الخطة وبأن أكبر مخاوفي قد حل .. حل بابتسامة صفراء وهو ينظر لي.

ثم بكيت .. وهذا طبيعي

و بكيت كثيراً .. وهذا لا خجل فيه

ثم شعرت براحة كبيرة بأنني على الأقل .. لم أكذب على نفسي ولم أحاول أن أمثل!
لكن لأكون أكثر صدقاً لا يزال الجرح مؤلماً وأكتب لكم بكثير من الإحباط وأنا أتذكر ما حدث كأنه حصل بالأمس.
والفشل مؤلم بمختلف أشكاله .. ويجلب الكثير من الإحراج النفسي، ومن الصعب أن تعيد المحاولة بعد أن "تألمت"!
أتذكر بأنني كنت أجلس وأفكر بما حدث بالتفصيل .. وأقول في نفسي "لو أنني كنت .." و "لو أنني فعلت .."
لكن هذا خطأ!

يسهل علينا في هذه المرحلة أن نسمح لدوامة الأسى بابتلاعنا وهضم كل ما فينا من أحلام.
هذه هي تجربتي الخاصة وهذا ما يجب علي الاقتناع به .. سواء كانت سيئة أو لا.
ولست مجبرة على المعاودة والوقوف مرة أخرى ..

ولكن

أنا مجبرة على أن لا أخذل نفسي ..
على أن لا أكون عقبة في طريق أحلامي ..
ودعوني أقول بأن "أصعب" درس قد تعلمته ..
"أن تعاود الوقوف"

عندما تفشل شيء ما سيجبرك على الجلوس وهذا الجلوس قد يطول وقد يستمر لفترة قصيرة .. ستتعلم عدة أشياء من هذه التجربة ..
"أن تتريث قليلاً لترى ما يحدث لتتعلم".


أنا لا أحاول أن أعرِّف الفشل بهذه التدوينة البسيطة لأنها مرحلة لا يمكنني أن أختصرها في عدد محدد من الكلمات.
عدد المرات التي ستظن بأنك سيء لا تُعد ..
وعدد المرات التي تود فيها توبيخ نفسك لا حصر لها..
وهي ليست رحلة مشوقة كما نتخيلها وقد لا نرى الدرس الذي أحضره الفشل لنا إلا بعد مدة طويلة.


لا بأس ..
فلنوجه اهتمامنا وتركيزنا على الهدف.
ما هو هدفك؟
هل تراه؟
لوح له واخبره بأنك قادم..

بعدها قم وأكمل سيرك .. فلا زال أمامك الكثير من النجاحات والخطوات الكبيرة التي ستخطها ولا ننسى بأن القليل من الفشل سينتظرك.







Be careful not to see failure as a "sign" that you`re on the wrong path. Failure is nothing more than a test of how badly you want something. So maybe you need to try something different or maybe you need to try something better, but always try again.

Sam brown-





كتابة/ عَهْد الحربي.




-تجدونني هنا-







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق