الثلاثاء، 19 مارس 2019

6 فصول من الكتاب







يثير اهتمامي دوماً أن أعرف الدروس التي يحملها كل شخص أقابله في حياتي، مالذي اكتشفه خلال سفره عبر الحياة؟
أتخيلُ بأن حياة كل شخص منا تتمثل في كتاب كبير يسير حول الأرض، وإذا اقتربنا أكثر من بعضنا وتعرفنا على الأوجه الحقيقة لشخوصنا أنكشف لنا فصل جديد من هذا الكتاب ودرس لابد من قرأته والتفكير حوله.


أؤمن بأن كل دواء يعمل بطريقة مختلفة مع كل جسد، قد يساعد شخصاً ما وقد يكون مضراً لأحد ما.
فلنضع دوماً في الحسبان بأن بعض الدروس التي نتعلمها من الآخرين من الممتع معرفتها فقط .. لأنها قد لا تناسب طريقة حياتنا وشخصياتنا المتنوعة.
لذلك أريد أن أشارك ما تعلمته .. ما وجدته ناجحاً معي دوماً ..
بعض الدروس جربتها كثيراً حتى اقتنعت بها ..



وكل ما سوف أطلعه عليكم هو من تجاربي الشخصية وبعض من الدروس التي تعلمتها من الآخرين في حياتي:



1-  مرة واحدة تكفي!

في ثقافة الاعتذار قد يتغلب علينا تأنيب الضمير ونصبح ككرةٍ كبيرة من الشعور بالذنب تلاحق الطرف الآخر.
"أرجوك سامحني" "أنا حقاً آسف" "أعتذر بشدة"
ونحاول تكرار الاعتذار مرة واثنتين حتى العاشرة! وبكل صراحة أعرف كم يكون مخجلاً إن وجدنا أنفسنا واقعينَ في الخطأ في حق الآخرين .. ومن حقهم أن نعتذر.
لكن .. اعتذر مرة واحدة .. وبكل صدق وبكل وضوح وبعدها أنهي الموضوع بكل شفافية.
التكرار يقلل من قيمة اعتذارك ويقلل من احترامك لذاتك في بعض المواقف، لذلك أن تعتذر مرة واحدة وبكل صدق وصدر رحب وتعترف بخطئك أفضل بكثير من ماراثون الاعتذار الذي لا ينتهي.



2-   3 ثواني!

في كثير من المرات أجدني أتوتر إن لم أجب بسرعة على سؤال ما أو تعليق، أجيب بسرعة وأندم كثيراً على ما قلته لأنه لم يكن الجواب الصحيح!
ثلاث ثواني خذها من وقتك وفكر كيف ستجيب وبما ستجيب .. ولا أعتقد بأن أيّ أحد سيظن بأنك قد أخذت وقتاً طويلاً في التفكير .. لابد أن نتوقف عن وهم أنفسنا بهذه التصورات العجيبة.

3 ثواني قد تجنبك الكثير من المواقف التي لا تحتاجها. 

3-  سامح نفسك.

أنا قاسية على نفسي كثيراً وأعترف بهذا .. ومن منا لا يريد أن ينجح ويتطور ويصل لأحلامه!
لكن يجب أن نتفهم أنفسنا .. بأنها لا تلقى التقدير الكبير منا ولأول خطاً قد يقع ننهال على أنفسنا بالجلد النفسي.

إذا اعترفت بأنك لست شخصاً خارقاً وبأن أسبوع كامل من عدم الإنجاز والنوم والجلوس على الهاتف طوال الوقت قد يحدث ! وهو أمر طبيعي!
ربما سنشعر بتسامح كبير لطبيعتنا البشرية ولكانت حياتنا أكثر تسامحاً وسلاماً.



4-    منزلك في إجازة.

الجسد الذي حملنا كل هذه المدة هل لديه وقتٌ ليستريح؟
وقتٌ لأن لا يفكر بالمشروع القادم، بالرسالة التي يجب الرد عليها، بالمناسبة التي يجب التجهيز لها؟

ماذا عن الآلام التي نشعر بها ولا نلقي لها بالاً؟ آلام ظهرك – معدتك – رقبتك – عينيك ؟
ألا تظن بأن جسدك يحاول أن يقول لك شيئاً؟ ..  لكننا نحشو أجسادنا بالمسكنات!
المسكنات هي طريقة في إسكات جسمك عن التحدث .. عن التعبير وإنذارك بأن خطباً ما يجب العمل على معالجته.
لذا حين تشعر بألم أو ببداية نزلة بردية .. خذ جزءاً من وقتك في الاسترخاء والعناية بجسدك والتروي في أعمالك.



5-  كلنا في القارب نفسه!

أعتقد برأيي بأن أكبر درس أتذكره منذ طفولتي بأن الجميع بطريقة أو بأخرى في حرب داخلية مع أنفسهم .. بأن ألماً ما يعيشُ في منزلهم أو في رأسهم.
بأن الجانب المظلم من أنفسنا .. الجانب الأضعف .. الأكثر عمقاً .. الذي يشغل أنفسنا طوال الوقت ونحاول فهمه ومعالجته. 
يوجد في الجميع!
بأننا لسنا مختلفين عن الآخريين تماماً ولسنا متشابهين حتماً .. لكن لطالما كان  لكل شيءٍ في الحياة جزءاً لا يرى النور.
وبأننا بشر ونخافُ أحياناً.

ربما هذا التفهم الكبير الذي تربيت عليه أتاح لي أن أرى الناس بطريقة أكثر تقبلاً ..  وساعدني في معذرتهم إن أخطأؤوا في حقي.
قد نكون كلنا على نفس القارب دون أن ندري!



6-  خطوة واحدة قد تكفي.

أظن بأنني ذكرتها في أحد تدويناتي السابقة، بأن خطوة واحدة قد تفصلك عن حلم ما .. عن تجربة جديدة .. عن خبرة تكتسبها!
ما أسوأ شيء قد يحدث؟
ربما تفشل ولكن هل سيكون حجم الفشل كبيراً من البداية؟
ربما سيضحك عليك ثلاثة أو أثنين من الناس .. ربما ستبكي لأسبوع كامل .. ربما وربما!
هذا ما أعنية "ربما" لأنه لم يحدث وقد لا يحدث!
خطوة واحدة خذها!
والثانية ستتكفل بنفسها دون أن تشعر.



هذا ما لدى من فصول كتابي .. ربما أطلعكم على بقية الدروس ولكن لدي شوقٌ كبير لمعرفة دروسكم الخاصة وفصول كتبكم التي تحملونها طيلة حياتكم!





كتابة/ عَهْد الحربي.




-تجدونني هنا-










هناك تعليقان (2):

  1. ملهمة فصولك عهد ..أتشارك معك كثير من معانيها يصعب عليً كثيرًا أن أسامح نفسي
    وأرضى عنها ، و أغفل دائمًا أن أعطي جسدي حقه و ألتفت له ..
    أما عن فصولي =)

    * تجاوز فخ الصورة
    معايير الظاهر كثيرًا ماتفقد التجارب و الأشياء لذتها ..
    كلما تخلينا عن هذه الصورة الذهنية المادية للأمور
    كلما استمتعنا ودُهشنا بها أكثر خصوصًا في زمن ارتبطت فيه المعاني بالمادة ،
    مثلاً العيد يعني السفر أو النزهة تعني ذهابي لمكان ما أو شرائي لشيء ما ..
    ليس بالضرروة قد تكون النزهة أبسط من ذلك و أعمق قد تكون في نزهة و أنت تحاور طفلاً ،
    أو قد تكون في نزهة و أنت في غرفتك تنظر من النافذة للطريق و تتأمل ..

    * العائلة اولاً
    الصداقات علاقات رائعة و مثرية
    لكن العائلة هي ركيزة و أمان و ملاذ للروح
    يستند أفرادها على بعضهم بدون إذن و بلا خجل وتردد ، يدفعون ويشجعون بلا تعب ، يحتضنون و يواسون في أي وقت .. تبقى عائلتك تسبق كل من عرفت إكرامًا و حبًا و فضلاًَ عليك .


    *تعلق أقل = سعادة أعمق
    كنت ألاحظ أن الأشياء التي أنتظرها بشوق و تعلق كثيرًا عندما تأتي لاتكون سعادتها كما ظننت
    فحين يخف هذا التعلق و الانتظار يكون وقع الحدث ألطف و أكثر بهجة ..
    ليس فقط لأن الانتظار يفقد الأشياء لونها بل لأن القلب الذي اعتاد الرضا و أحسن الظن بكل مايأتي من ربه سبحانه و تعالى هو سعيد بذاته و تزيده الأفراح سعادة ..

    ملاحظة :
    كتبتها و التركيز ليس بأحسن أحواله ، أقبليها ياصديقة بأخطائها وضعفها ^^


    ردحذف
    الردود
    1. نشوى اللطيفة ..
      حقًا استمتعتُ بقراءة فصولك .. أشاركك في النقطة الثانية والثالثة كثيراً.
      السنة الماضية كان درس التعلق حاضرًا بشكل أكبر في مواقفي مع الحياة لذلك أعرف ما تقصدينه بشكل كبير.

      الفصل الأول أحببته كثيرًا .. سأضمهُ لقائمة دروسي الجديدة بلا شك!
      شكراً لتعليقك الجميل استمتعتُ به حقًا يا صديقة ..

      حذف