‏إظهار الرسائل ذات التسميات مذكرات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مذكرات. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 6 ديسمبر 2020

حفلةُ مشاعر

Art by/ unknown
 




لديّ إحساس غامر بالبوح، لأن أقشع طبقة مترسبة من روحي، لأعود للإحساس بأنني "خفيفة" من الداخل! ذلك الإحساس الذي يبعث فيّ الشعور بالمتعة لمجرد المشي في هواء عليل، الشعور بأنني أود الرقص بين الحينة والأخرة، بأن آخذ قفزات متتابعة من غرفتي للمطبخ، أن أغني ترنيمة جديدة ألفتها قبل قليل وبأداء سيء، أود بهذا النوع من التخفف الروحي. فقررت البدء بترتيب محيطي أولًا. 


بدأت بإخراج ثيابي الشتوية من خزائني، فتحت النوافذ، أشعلت شمعة برائحة دافئة، وقررت ترك قائمة مهامي التي تنتظر مني الانتهاء منها معلقة لوهلة، أردت قضاء وقت ممتع وأنا أرتب غرفتي لاستقبال الشتاء. كنت أخرج كل قطعة وأتذكر عددًا من اللحظات التي ارتبطت بارتدائي لكل كنزة صوفية أو جورب مبرقش، كنت أرى خياراتي في الحياة وهي مصطفة أمامي بترتيب واحد، كلها في الوقت نفسه تنظر لي وأنظر لها. 

 أحيانًا أمتن لقدرتي على الانزلاق سريعًا في أعمق أفكاري، تبدو رحلة مغرية في بادئ الأمر، ولكن سرعان ما أشعر بالانزعاج، الأمر المحزن دومًا بأنني سأكون وحدي! في زوبعة الإحساس العميق، بكل شيء وكل شخص وكل لحظة وموقف! وبأن لا أحد سيعي ما تشعر به أو تحاول شرحه!

 


أتذكر بأنني اخترت رؤية فلم قد نصحتني به أختي، لم أكن متشجعة في بادئ الأمر إلا أنني كنت يومها في مزاج عكر وقررت أن أحسن مزاجي برؤية الفلم، لقد كانت كصفعة من المشاعر المباغتة! ويا ليتني كنت مستعدة، أو على الأقل شاهدت المقطع الدعائي قبل القفز رأسيًا دون ارتداء خوذة سلامة. لقد انفجرت باكية، وأنا التي أبكي كثيرًا شعرت بشيء من الخجل لعدم قدرتي على تهدئة نفسي، كنت في زوبعة المشاعر التي أعرفها جيدًا ولكن ككل مرة عجْز الآخرين في فهمي أو عجزي في فِهم بأنني قد فُهمت كان كالكابوس. تعلمت من العديد من المواقف بأن الذي يخاف من الوحش سيظهر له، ومن يقرر مواجهته سيختفي من الوجود. لم أكن أريد الهرب من الإحساس المزعج ولكنني لا أنكر رغبتي بالهرب. 

 


ولكن هنالك دومًا وجه آخر للعملة! 

 


أحب هذه الميزة في كثير من المرات، وربما أمتن لها في ملايين المرات. سهولة الانزلاق في الإحساس العميق مثل تجربة الدخول لجحر الأرنب في عالم ألس! لا أتوقع النتائج ولكن أعلم بأنني دومًا سأكون متفاجئة، سترغمك الأحاسيس العميقة بالوقوف مطولًا على قارعة الحكايات البسيطة تتأملها كأنها غيوم تحمل أشكالًا سرية، سترغب بالقتال جنبًا إلى جنب مع كل من يلهمك من الأبطال، ستتعلم أن تسمع من الجميع وإن كان من الأشرار، وربما ستصل لأن تتحول لشجرة واقفة، تنبض من الداخل ولكن هذا النبض لا يحدث ضجيجًا لا يراه أحد، أشد أشكاله نظرة محملة بالدموع ترسلها لمتحدث في قاعة محملة بالجماهير، أو شعور بالانفعال الداخلي الذي يحدث فيك رغبة لأن تصفق وأنت في غرفتك وحيدًا لنص يشرح إحساسك بدقة، أو كتابة رسالة لشخص غريب تعرفت عليه في مكان ما في غرفة انتظار وعدم قدرتك على إيصالها!


 

هذا التناقض العجيب الذي يحملني لأن أكون دومًا على حافة البكاء فرحًا أو حزنًا، لهو أمر حلو، بحلاوة لا أقوى دومًا على تحملها كل مرة. 




 - عَهْد الحربي. 







-تجدونني هنا-







الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

غرفة الشمس

 

Art by/ unknown

غرفة الشمس

 (مذكرات سبتمبر ٢٠٢٠)

 

 

كان شهرًا حافلًا، كنت أدون اللحظات التي سوف أكتب عنها في مدونتي، وامتلأت القائمة ومر عليها زمنٌ مديد، حتى أن بعض النقاط لا أستطيع تذكر ما لذي كنتُ أنوي الحديث بشأنه. لدي عادة كتابة رؤوس أقلام غير واضحة والوثوق بأنني حين أعود لها ستنهال عليّ الأفكار دفعةً واحدة. 

 

اكتشفت بأنني في بعض الأحيان أمر بفترات أشعر بأنني بعيدة عن ذاتي، وأن مرساة سفينتي قد غرقت في مكان عميق، وأخذني الموج بعيدًا عما كان موطني. أعرف بأنني في هذه الحالة حين: أجدني أنزعج دون سبب، حين أتوقف عن النوم في ميعادي الدائم، حين أتغيب عن وقتي الخاص.في بعض المرات يتملكني الحنق عند اكتشاف أنني أعود للحظات "الانفصال عن الذات" عندما أغوص في المهام والأعمال الخارجية، أتوقف عن تفقد نفسي من الداخل والعمل على الواجبات التي عاهدت نفسي بها. ربما تطول هذه المدة لأجد التتابع المناسب لي، قد يتملكني نفاذ الصبر لأنني أعود بنفسي للنقطة صفر بعد كل هذا العمل لأشهر، لكن أستطيع الجزم بأن السير في منعطفات مألوفة بوعي أكبر تجربة مختلفة كليًا. 

 

قد تجد بأنك نسيت الاعتناء بنفسك حين تبدأ تجارب جديدة في حياتك، تجد بأنك منشغل بكل شيء عداك أنت، وهذا أمر "طبيعي" ويمكننا تفهم المرحلة بكل ما تحمله معها. 

 

سبتمبر كان شهرًا متقلبًا بأيامه، ضغط المهام المتراكمة وأوراق وملفات منسية، ملاحقة ما يحدث مع أختي الصغيرة في المدرسة واكتشاف تجربة التعلم عن بعد، القفز فوق العقبات المتكررة مرة خلف مرة، ولا لحظة لألتقط أنفاسي!

أصل في نهاية اليوم وانتبه بأنني لم أقم بمهمة لأجلي أنا وحسب، لم التفت لما تحتاجه "عهد" مني؛ لذا كانت أسابيعًا اجتررت فيها قدميّ لأعود لموطني الأساسي وهو أنا، بكل النواقص والمميزات، فلا مكان أستطيع أن أقول بأنه سيقبلني كما أنا غيري أنا وحسب.

 

خلال الشهر اكتشفت مقهى لطيف بإطلالة شمسية قلما أجدها في التصاميم الحديثة، بالرغم من القهوة المعدة بطريقة غير جيدة، وخيارات المخبوزات القليلة، وصوت الموسيقى الصاخبة المزعجة، إلا إنني آتي له لأجل غرفة الشمس التي يحويها! هناك أستطيع الابتعاد عن الواقع والانفصال عما يؤرقني، هناك في بقعة اعتدت اختيارها أستطيع التماس الشعور بأنني لازلت بخير وبأن هذا العالم الذي تغير كثيرًا لازال يحمل أناسًا رائعون، ولحظات حقيقة لازالت تُزهر في الأرجاء. 

 

كنت أشعر بالقلق حيال تأثير هذه الجائحة على الأطفال، أصبحت أراقب نظرات أعينهم المستنكرة خلف أقنعة الوجه، اللحظات التي يحاولون الاقتراب من شيء أدهشهم ولحظة تنبيه مرافقيهم لعدم لمس شيء، وتعقيم يديهم باستمرار. وقتها أشعر بأسى شديد، برغبة عجيبة لأن أحاول جعل العالم مكانًا أفضل، باندفاع شديد لأن أخبرهم بأن كل شيء سيكون بخير، فأتذكر تلك المساحة المشمسة في المقهى، وخيوط الشمس التي استطاعت التسلل عبر طبقة الزجاج السميكة، قد لا تكون بحدة التعرض للشمس مباشرة، ولكن تبين لي في نهاية المطاف بأنها تكفيني، كانت كافية حد الكمال لأن أفهم الرسالة التي ضللت أحاول فهمها خلال أسابيعي السابقة. 





 

 

 كتابة/ عَهْد الحربي. 







-تجدونني هنا-








 







الثلاثاء، 27 فبراير 2018

شكراً يا دفتر المُذكرات





Art by / sanny vanloon


بسم الله الرحمن الرحيم


مرحباً رفاق!

قد اشتقتُ لأن أكتب هنا لكم💗

الدنيا تمطرُ في كل مكان، عسى أن تكون أمطار خير وبركة.

مع هذه الاجواء الرقيقة تأتي على بالي أفكار عجيبة .. لسبب ما جاءت في بالي فكرة البحث و التنقيب على ما فات من الزمن.
وأنا هنا أتحدث على ما بقي من الماضي .. ألم تعرفوا ما أقصد ؟

أنا أتحدث عن دفتر المذكرات!
كيف لكم أن تنسونه؟