الأحد، 4 أبريل 2021

البداية هي النهاية

 

Art by: Gordon Mortensen

 

 

 

 

 

بدأت بدايات جديدة خلال الفترة الماضية كبدء عمل جديد، قراءة كتاب جديد، اكتشاف مشروب مفضل جديد، التعرف على مخاوف جديدة، اتقان مهارات جديدة، وغيرها. 

 

كنت أفكر بفكرة وحيدة، أن البدايات هي نهايات لأشياء أخرى، حين احتفلت ببداياتي المتنوعة كان هنالك شعور كحفيف الرياح يلفحني حين تنطفئ الأضواء، كنت أشعر بأني شيئًا ما قد مات ونما مكانه شيء أكثر روعة، ولكنني كنت كثيرًا ما أرثي الذي مات، الذي تحلل دون أن أراه، الذي ذهب دون وداع! 

فبدأت أفكر في كل الأشياء التي ماتت، كالزاوية التي كنت أحب الجلوس فيها في الجامعة أو الكتب التي كانت قرب السرير، الملصقات التي جمعتها لأجل لحظة تاريخية سأستخدمها فيها، أصدقاء الطفولة اللذين تعاهدنا معًا أن لا ننسى بعضنا، حقيبتي التي لازمتني مرحلة المراهقة، ملمع الشفاه الذي ظننتُ بأنني لأن أجرب غيره، أمنيات ظننت بأنني سأحققها.

 

أفكر .. حين حل اليوم الأخير لكل هذه الأشياء، هل كنا نعلم بأنه اليوم الأخير! 

هل كان ذلك اليوم مختلفًا؟ هل حاولت كل تلك الأشياء المفضلة التلويح لنا لأن ننتبه، لأن نلتقطها ونعانقها ونخبرها كم سنشتاق لها؟ 

كيف يمكن للنهاية أن تكون بهذا الهدوء العارم دون أن نحس بها، دون أن نعي بأمرها، كأسطورة نسمع عنها. 

ترتدي ما فات من الأيام، تنتعل ما تبقى لها منا، تسبح بعيدًا، دون أن تخلف شيئًا. 

 

إن النسيان شيءٌ قاسي، سارقٌ ماهر، ربما النسيان نسي من يكون وأراد للعالم أن ينسوا كل شيءٍ. أظن أن النسيان هدية النهايات، هي ما تغلفه لنا تحت الوسائد كرسالة وداع أخيرة، وترحل بسلام من النوافذ.  

 

كنت أذكر نفسي بأنني في حالة العمق التي لا أحبها، أمنع نفسي من الانزلاق أكثر ولكن ها أنا الآن أكتب أكثر، أسرح أكثر، أتأملُ أكثر. 

 

لستُ إيجابية طوال الوقت. أحاول جاهدة أن أتعامل مع كل ما يمر بي بعقلانية وبحكمة، لكنني سأكون غير صادقة إن كتبت بأنني هكذا كل الوقت. قد تعتري المرء لحظات يتساءل فيها عن كيف آلت الأمور للوصول لهذه اللحظة. أحب تخيل هذا السؤال في قالب إيجابي، جميل، محشو بالقطن كدمية لطيفة! إلا أن للسؤال وجه ثانيٍ ليس بجمال الأول. 

 

ربما استيقظتَ صباحًا ونظرت لنفسك في المرآة وقلت: ما لذي جنيته على نفسي، وكيف وصل بي الحال إلى هنا! *بخلفية موسيقية درامية كما يحدث في المسرحيات*. 

أحب تشريح هذه اللحظات لقطع صغيرة جدًا، أتذوق ما هيتها ومن أين أتت وكيف تشكلت كما آكل قطعة من الشوكولاتة، ليست بلذاذة أكل شوكولاتة ولكنها تتيح لي معرفة الحل أو معرفة الطريق الصحيح لإيجاد الحل. 

أشرحها، أتفحصها، ربما لا أفهمها ولكنني أستطيع تمييزها إن تكررت مستقبلًا.

 

هكذا أتعامل مع الأسئلة التي تفاجئني بزيارتها، أنظر لها ببرود أستقبلها للجلوس، أتيح لها لأن تقدم عرضها المسرحي أمامي دون مقاطعة وربما أفهم السبب من مجيئها وربما لا. 

 

 

نحنُ في زوبعة بدايات ونهايات مستمرة، حوارات تبدأ وتنتهي، أكواب قهوة تطفح لذاذة فتختفي، تصافح لقاء فتلويح وداع، أبواب تفتح وتغلق، شمس تشرق فتغيب، هواتف ذكية تنتعش نورًا فتكفهر ظلامًا، نعيش في رقصة متبادلة بين البدايات والنهايات بشكل مستمر دون أن نحس بها. 

 

 

هل هذا أمر سيء؟ لا أعتقد ذلك، ليس في كل الحالات. 

 

بعض الأيام أخطوها كمن يستطيع المشي على الماء، سهلة، خفيفة، دون إحداث أيّ أثر. وهنالك تلك الأيام التي لا أكف عن إحداث جلبة في الأرجاء، لا تكف قدماي عن الطقطقة، وأصابعي عن النبش، واكتشف بأن البدايات هي النهايات بقبعة جديدة. 

 

في الفترة الماضية استقبلت يوم ميلادي في فبراير، أتذكر بأنني شعرت بأن اليوم كان مختلفًا، لم أقم بشيء مميز غير أنني كتبت رسالة لنفسي، جملة وحيدة، احتفظ بها في مستندات هاتفي، جملة وداعية للسنة التي قضيتها وأنا في سنٍ لن أعود له أبدًا. 

هنالك شعور جميل حين تودع بعض اللحظات بالطريقة التي تليق بها، تشكرها على كل ما قدمته، تتأمل كيف غيرتك وشكلتك للنسخة التي وصلت لها الآن.

 

مع معرفتي بهذا الاكتشاف لا أعتقد بأنني أريد الانجراف في تلك الفكرة كثيرًا، سيكون من الحزين ألا أعيش اللحظة التي أنا فيها بكل تفاصيلها، بكل ما تخلقه من مشاعر فيّ، المهم برأيي أن أكون في حالة اتزان، بين البداية والنهاية لحظة صفاء لحظة تتساوى فيها الكفتين، وتتقارب القمتين لقمة واحدة. 

 

البداية هي النهاية وبينهما في ذلك الفاصل الشاسع أختار أن أحيا. 


 


 - عَهْد الحربي. 







-تجدونني هنا-






 




السبت، 6 فبراير 2021

50 دقيقة!


Art by/ unknown 

مرحبًا! 

 

كنت أرتب قائمة مهامي استعدادًا ليوم مهم سأقابله غدًا، كنتُ متوترة وفي حيرة حول الكثير من الأمور، فتحت أحد الأدراج بحثًا عن شيءٍ ما لا أذكره، وإلا تلتقط يدي كف صديقٍ قديم أعرفُ ملمسه!

 


كان مسجل صوت صغير بحجم الجيب، اقتنيته خلال مرحلة الدراسة في المتوسطة كهدية نجاح، كنت أحب الاستماع للمذياع وتحميل الكتب الصوتية وسماعها في الطريق للمدرسة والجامعة، وأهم ميزة لهذا المسجل الصغير هي ملفات التسجيل الصوتية التي كنت أسجل فيها بعض من طيش وأحلام المراهقة بالتعاون مع أخوتي الصغار.

 


كنت أستمع لتسجيلات لم تتجاوز الدقيقتين، ما بين نقل لأحداث يومية غير هامة وغناء أحدهم بصوت يدعو للقلق، وربما بعض الحوارات الطريفة أقلد فيها أحد المذيعين، ولكن .. توقفت على تسجيل تجاوزت مدته ٥٠ دقيقة!

 


ضغطت على التسجيل وكنت أشعر بكثير من الحماس لمعرفة ما لذي سأجده ربما رسالة مهمة أرسلتها لنفسي وها قد حانت اللحظة لاكتشافها. 

 


في الحقيقة خاب أملي من أول ١٠ ثواني لاستماعي للتسجيل، تبين لي بأن المسجل كان في حقيبتي في أحد رحلاتي للسوق ولسبب ما تم الضغط على زر التسجيل دون أن أعلم! 

تبينت بأنني كنت خارج المنزل من خلال أصوات الغرباء في الخلفية، صوت مقتنيات الحقيبة وهي تصطدم بالمسجل لتحركي فجأة، صوت والدتي وأحد أخوتي ولكن بشكل خافت، أحدٌ ما يقدم عينة عطر و"شكرًا" بصوت خافت تتبع اللحظة، أخي الذي كان صغيرًا وقتها يطلب ذرة، صوت جلجلة قوية تتبع حركة يدي وهي تبحث عن بعض النقود، تخرج يدي ويخفت صوت الرطام، و "لو سمحت كثر ملح"! 

أتفاجأ منذ متى أحب زيادة الملح على طعامي، ودردشة لا أستطيع فهم محتواها ولكن أستطيع تمييز صوت المتحدث، تعليقات خافتة حول ثياب ومنتجات نرغب بشرائها، أحدٌ ما قال شيئا مضحكًا فأضحك، الرحلة عودًا للمنزل في السيارة، مفتاح الباب، بضائع في أكياس بلاستيكية، صوت أخوتي حينما كانوا لايزالون أقصر مني، أرمي حقيبتي في مكان ما ولكن لا يزال التسجيل مفتوحًا ولا أزال اسمع كل شيء، لا يوجد شيء مميز في هذا التسجيل الصوتي، حقًا .. ولكني شعرت بأن ذلك المسجل الصغير قد أتاح أن أسمع ل٥٠ دقيقة من الماضي، ٥٠ دقيقة من ماضي عادي جدًا، بلا سبب، حُجز لي كرسي للجلوس في تلك اللحظة أتأمل، كيف تغيرت الحياة، كيف كنا نتحدث، ضحكتي التي تغيرت، اهتماماتي التي اختفت وحل محلها شيء آخر، لعبت دورًا متأخرًا في ذلك المشهد البعيد، كنت خلف الستائر مختبئة ألحظ طيفًا من لحظات ظننتُ في وقتٍ ما بأنها لن تتبدل، إنني احتفظ ب٥٠ دقيقة كاملة من عادية حياتي الماضية! 

 


إنني في هذا الحاضر استعد ليوم مهم في الغد، وصدفة قررت أن اسمع لهذا التسجيل، مستلقية استعدادًا للنوم، انتظر شيئا ما، ولكن ما كنت انتظره لم يظهر، بعض الأشياء لم تتغير وبعضها تغيرت إلى الأبد، الأهم هو بأنني قضيت تلك الليلة في ماضي بعيد، عادي جدًا، وغطاء من الطمأنينة يغشاني. 








 - عَهْد الحربي. 







-تجدونني هنا-






 

الأحد، 6 ديسمبر 2020

حفلةُ مشاعر

Art by/ unknown
 




لديّ إحساس غامر بالبوح، لأن أقشع طبقة مترسبة من روحي، لأعود للإحساس بأنني "خفيفة" من الداخل! ذلك الإحساس الذي يبعث فيّ الشعور بالمتعة لمجرد المشي في هواء عليل، الشعور بأنني أود الرقص بين الحينة والأخرة، بأن آخذ قفزات متتابعة من غرفتي للمطبخ، أن أغني ترنيمة جديدة ألفتها قبل قليل وبأداء سيء، أود بهذا النوع من التخفف الروحي. فقررت البدء بترتيب محيطي أولًا. 


بدأت بإخراج ثيابي الشتوية من خزائني، فتحت النوافذ، أشعلت شمعة برائحة دافئة، وقررت ترك قائمة مهامي التي تنتظر مني الانتهاء منها معلقة لوهلة، أردت قضاء وقت ممتع وأنا أرتب غرفتي لاستقبال الشتاء. كنت أخرج كل قطعة وأتذكر عددًا من اللحظات التي ارتبطت بارتدائي لكل كنزة صوفية أو جورب مبرقش، كنت أرى خياراتي في الحياة وهي مصطفة أمامي بترتيب واحد، كلها في الوقت نفسه تنظر لي وأنظر لها. 

 أحيانًا أمتن لقدرتي على الانزلاق سريعًا في أعمق أفكاري، تبدو رحلة مغرية في بادئ الأمر، ولكن سرعان ما أشعر بالانزعاج، الأمر المحزن دومًا بأنني سأكون وحدي! في زوبعة الإحساس العميق، بكل شيء وكل شخص وكل لحظة وموقف! وبأن لا أحد سيعي ما تشعر به أو تحاول شرحه!

 


أتذكر بأنني اخترت رؤية فلم قد نصحتني به أختي، لم أكن متشجعة في بادئ الأمر إلا أنني كنت يومها في مزاج عكر وقررت أن أحسن مزاجي برؤية الفلم، لقد كانت كصفعة من المشاعر المباغتة! ويا ليتني كنت مستعدة، أو على الأقل شاهدت المقطع الدعائي قبل القفز رأسيًا دون ارتداء خوذة سلامة. لقد انفجرت باكية، وأنا التي أبكي كثيرًا شعرت بشيء من الخجل لعدم قدرتي على تهدئة نفسي، كنت في زوبعة المشاعر التي أعرفها جيدًا ولكن ككل مرة عجْز الآخرين في فهمي أو عجزي في فِهم بأنني قد فُهمت كان كالكابوس. تعلمت من العديد من المواقف بأن الذي يخاف من الوحش سيظهر له، ومن يقرر مواجهته سيختفي من الوجود. لم أكن أريد الهرب من الإحساس المزعج ولكنني لا أنكر رغبتي بالهرب. 

 


ولكن هنالك دومًا وجه آخر للعملة! 

 


أحب هذه الميزة في كثير من المرات، وربما أمتن لها في ملايين المرات. سهولة الانزلاق في الإحساس العميق مثل تجربة الدخول لجحر الأرنب في عالم ألس! لا أتوقع النتائج ولكن أعلم بأنني دومًا سأكون متفاجئة، سترغمك الأحاسيس العميقة بالوقوف مطولًا على قارعة الحكايات البسيطة تتأملها كأنها غيوم تحمل أشكالًا سرية، سترغب بالقتال جنبًا إلى جنب مع كل من يلهمك من الأبطال، ستتعلم أن تسمع من الجميع وإن كان من الأشرار، وربما ستصل لأن تتحول لشجرة واقفة، تنبض من الداخل ولكن هذا النبض لا يحدث ضجيجًا لا يراه أحد، أشد أشكاله نظرة محملة بالدموع ترسلها لمتحدث في قاعة محملة بالجماهير، أو شعور بالانفعال الداخلي الذي يحدث فيك رغبة لأن تصفق وأنت في غرفتك وحيدًا لنص يشرح إحساسك بدقة، أو كتابة رسالة لشخص غريب تعرفت عليه في مكان ما في غرفة انتظار وعدم قدرتك على إيصالها!


 

هذا التناقض العجيب الذي يحملني لأن أكون دومًا على حافة البكاء فرحًا أو حزنًا، لهو أمر حلو، بحلاوة لا أقوى دومًا على تحملها كل مرة. 




 - عَهْد الحربي. 







-تجدونني هنا-







الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

غرفة الشمس

 

Art by/ unknown

غرفة الشمس

 (مذكرات سبتمبر ٢٠٢٠)

 

 

كان شهرًا حافلًا، كنت أدون اللحظات التي سوف أكتب عنها في مدونتي، وامتلأت القائمة ومر عليها زمنٌ مديد، حتى أن بعض النقاط لا أستطيع تذكر ما لذي كنتُ أنوي الحديث بشأنه. لدي عادة كتابة رؤوس أقلام غير واضحة والوثوق بأنني حين أعود لها ستنهال عليّ الأفكار دفعةً واحدة. 

 

اكتشفت بأنني في بعض الأحيان أمر بفترات أشعر بأنني بعيدة عن ذاتي، وأن مرساة سفينتي قد غرقت في مكان عميق، وأخذني الموج بعيدًا عما كان موطني. أعرف بأنني في هذه الحالة حين: أجدني أنزعج دون سبب، حين أتوقف عن النوم في ميعادي الدائم، حين أتغيب عن وقتي الخاص.في بعض المرات يتملكني الحنق عند اكتشاف أنني أعود للحظات "الانفصال عن الذات" عندما أغوص في المهام والأعمال الخارجية، أتوقف عن تفقد نفسي من الداخل والعمل على الواجبات التي عاهدت نفسي بها. ربما تطول هذه المدة لأجد التتابع المناسب لي، قد يتملكني نفاذ الصبر لأنني أعود بنفسي للنقطة صفر بعد كل هذا العمل لأشهر، لكن أستطيع الجزم بأن السير في منعطفات مألوفة بوعي أكبر تجربة مختلفة كليًا. 

 

قد تجد بأنك نسيت الاعتناء بنفسك حين تبدأ تجارب جديدة في حياتك، تجد بأنك منشغل بكل شيء عداك أنت، وهذا أمر "طبيعي" ويمكننا تفهم المرحلة بكل ما تحمله معها. 

 

سبتمبر كان شهرًا متقلبًا بأيامه، ضغط المهام المتراكمة وأوراق وملفات منسية، ملاحقة ما يحدث مع أختي الصغيرة في المدرسة واكتشاف تجربة التعلم عن بعد، القفز فوق العقبات المتكررة مرة خلف مرة، ولا لحظة لألتقط أنفاسي!

أصل في نهاية اليوم وانتبه بأنني لم أقم بمهمة لأجلي أنا وحسب، لم التفت لما تحتاجه "عهد" مني؛ لذا كانت أسابيعًا اجتررت فيها قدميّ لأعود لموطني الأساسي وهو أنا، بكل النواقص والمميزات، فلا مكان أستطيع أن أقول بأنه سيقبلني كما أنا غيري أنا وحسب.

 

خلال الشهر اكتشفت مقهى لطيف بإطلالة شمسية قلما أجدها في التصاميم الحديثة، بالرغم من القهوة المعدة بطريقة غير جيدة، وخيارات المخبوزات القليلة، وصوت الموسيقى الصاخبة المزعجة، إلا إنني آتي له لأجل غرفة الشمس التي يحويها! هناك أستطيع الابتعاد عن الواقع والانفصال عما يؤرقني، هناك في بقعة اعتدت اختيارها أستطيع التماس الشعور بأنني لازلت بخير وبأن هذا العالم الذي تغير كثيرًا لازال يحمل أناسًا رائعون، ولحظات حقيقة لازالت تُزهر في الأرجاء. 

 

كنت أشعر بالقلق حيال تأثير هذه الجائحة على الأطفال، أصبحت أراقب نظرات أعينهم المستنكرة خلف أقنعة الوجه، اللحظات التي يحاولون الاقتراب من شيء أدهشهم ولحظة تنبيه مرافقيهم لعدم لمس شيء، وتعقيم يديهم باستمرار. وقتها أشعر بأسى شديد، برغبة عجيبة لأن أحاول جعل العالم مكانًا أفضل، باندفاع شديد لأن أخبرهم بأن كل شيء سيكون بخير، فأتذكر تلك المساحة المشمسة في المقهى، وخيوط الشمس التي استطاعت التسلل عبر طبقة الزجاج السميكة، قد لا تكون بحدة التعرض للشمس مباشرة، ولكن تبين لي في نهاية المطاف بأنها تكفيني، كانت كافية حد الكمال لأن أفهم الرسالة التي ضللت أحاول فهمها خلال أسابيعي السابقة. 





 

 

 كتابة/ عَهْد الحربي. 







-تجدونني هنا-








 







السبت، 29 أغسطس 2020

إن أوشكت على البكاء (قصة قصيرة)





قصة قصيرة (رسالة مجهولون أصحابها)


.

.


أشعر بأن التحية ستفقدنا شيئًا من القرب المتبادل، وبأنني حينَ سأسألُ عن حالك ربما ستبكي ولن يتسنى لك قراءة رسالتي، لذا سأتجاوز المقدمات هذه المرة ولا أظنك ستكترث لذلك. 

 

أتعرف بأنني خلال الأشهر الماضية أعد قائمة بكل الأشياء التي أحب لحين اللحظة التي ستعود فيها لتشاركها معي مرةً ثانية! إنني أعد الكثير من القوائم حين أشعر بالملل خلال يومي، قوائم الأطعمة الشهيّة، قوائم الأماكن الجديدة المكتشفة، قوائم الاقتباسات التي أقع عليها دون توقع مسبق، كل شيء بإمكانه أن يتحول لقائمة. 

 

أرجو أن تكون رسائلي السابقة قد احتفظت بها؛ لأن خطي ما عاد كالسابق منذ أن تدربت على إتقان كتابة الأحرف بشكلٍ سليم ولسبب ما تكونت لديّ الرغبة في الكتابة على كل الأشياء. أحب تكرار كتابة بعض الكلمات ككلمة "تقوقع"، تنساب عصا الخط بسلاسة حين أكتبها، ابحث عن أيّ فكرة مناسبة لأضيف عليها تلك الكلمة الغامضة.

"تقوقع" أشعر بأن لها لونٌ ورائحة حين أقرأها، أحس بأنني أتقوقع في مقعدي وبأن العالم وواقعي قد تقوقع معي، وبأنك هنا معي .. في قوقعة مجوفه وكل العالم بيننا. غريب! كيف تستطيع الكلمات أن ترسم في أذهاننا رؤيا لا يراها سوانا، ولن يفهم أبعادها وانطباعاتها سوانا نحن، بمفردنا. 

 


تطلب مني والدتي القيام بالعديد من المهام، أظنها لا تحب رؤيتي سارحة بأفكاري، تقول لي دومًا: "لا تسبحي بعيدًا، كوني هنا!" رباه لو كانت تعلم بأنني حين أفكر فأنا لا أسبح، بل إنني أطير! محلقة فوق حطام الأمنيات، مجازفة بالوقت واللحظات المستنسخة في أيامي. أود لو أن بإمكاني وضع أمي في جيبي وحملها معي، حيث الحياة في الخارج تتسع لأحلامها ولأحلامي، اتساع متمدد في الأرجاء، يملؤنا فلا نجوع ولا نخاف من شيء.

 

هل جربت أن تنتعل حذاءًا ليس لك؟ أو ربما ارتداء معطف لشخص ما؟ أحب دومًا أن استكشف أشياء الآخرين عبري، أشعر بأن لها روحًا خاصة بها قد استمددتها من أصاحبها، فحين أرتدي مئزر جدتي أشعر بأنني لا أقُهر وبأن العالم كله تحت أطراف أصابعي، أحس بثقل السنين وهي تجثم على رقبتي، أحس بالصرامة حين يشتد حزام المئزر على معدتي، وقتها أنا لستُ أنا كما أعرفها بل امتداد لشيءٍ أتوق له ولا أفهمه، كرغبتي في رؤيتي طفلة صغيرة وحملها بين يديّ!

 


إنني أثرثر كثيرًا حين أكتب، أستطيع الاستمرار في ذكر الكثير من المواضيع مع رفيقاتي ولكنّ شيئًا ما يشعرني بأنها ناقصة دون أن تصل لك، دون أن تمر بكَ عن طريق رسائلي، دون أن تجد لنفسها كيانًا في أفكارك. 

 

لقد اقترب موعد الذكرى السنوية لزواج والديّ، أبي قلق بشأن الهدية التي سيختارها كُل سنة ولكنه يجد دومًا هدية تدهش أمي، بينما أمي تحب صنع مائدة شهية كل عام، بفطيرة التوت الحامض التي تتوسط الطاولة. زواج والديّ يشبه تلك الفطيرة كثيرًا حامض كالتوت ولا يصلح أكله إلا حين يخبز بالمدة المناسبة، لتتحول الحموضة لحلاوة دافئة تشبههما، هكذا هو الزواج ربما .. أن تحاولا معرفة كيف تصنعا فطيرة زواجكما، أن يختار كلا الطرفين النظر لما يقدمه الطرف الآخر بحبٍ محسوس. 


 

قبل أن أنهي رسالتي أود أن أقول بأنكَ إن أوشكت على البكاء فلا بأس بذلك، الأمر هو بأنك تستحق لحظة استراحة، لحظة تستمع فيها لنفسك، لحظة لا أحد فيها أكثر أهمية منك. إنني أبكي كثيرًا بسبب الكثير من الأشياء وربما يراني البعض عاطفية في الموقع الغير مناسب، لكن متى وأين سيكون الوقت المناسب إن لم يكن لحظة الشعور!


 

أردت أن أخبرك بأنك حين توشك على البكاء فكل شيء لازال بخير، وكل ما يحدث الآن سيصبح في يومٍ ما لحظة منسية لن تتذكرها كما تتذكرها الآن، لأنك في مكان ما .. في نسخة مستقبلية منك .. أنت تضحك كما لم تضحك من قبل، وأسعد بكثير لأنك ستصل لما سعيت له دون أدنى شك.

 

 

محبتي لكَ أينما كنت. 




-انتهى-



كتابة/ عَهْد الحربي. 


رسم الفنانة/ بُدور 





-تجدونني هنا-











السبت، 15 أغسطس 2020

أن تكون عظيمًا



Art by/ Bellhoula Amir 



 

 

في كل مرة افتحُ فيها عينايّ صباح أيّ يوم أتذكر رغبتي الكبيرة في إطلاق العنان ليدايّ وعقلي بالكتابة، في كل مرة أقبل بها على الحياة تشرق فكرة أو دهشة متقدة داخلي؛ لأن تكون عنوانًا لما أريد نقله هنا بكل حب.

 

الأشهر التي غبتُ فيها عن المدونة لم أكن غائبة فيها عن ساحة مواقع التواصل، كنت أكتب ولكن نصوصًا قصيرة لا تحتمل أن تكون تدوينه كاملة، فوجهت تركيزي على صفحتي في الانستقرام، كانت نافذة مختلفة أطل بها على العالم بالمحتوى الذي يعرضه الجميع، أحببت أن أكون بنسخة أقل كلفة، دون تنقيح أو تدقيق مستمر لما سوف ينشر، أحببت سهولة الكتابة والضغط على زر النشر في اليوم التالي.

 

لم تكن تلك الأشهر التي مررت بها سهلة، كانت صعبة إن كنت سأكون منصفة، ولكنني حاولت جعل الكرة تتدحرج، حاولت جعل المركب يسير لأجلي قبل أي شيء. كنتُ أؤمن بأن الحياة اختيار ولكن واجهت ما كان يدفعني لتصديق بأن الحياة ليست بذلك الشكل، قد تكون الحياة ساحة معركة بعض الأحيان، معارك داخلية مع ذاتك أو ربما خارجية مع الآخرين، الحياة قد تتحول في أيامٍ معدودة لجحيم لا ينطفئ، ولا يمكنك إغماد الحريق إن حاولت بكل ما استطعت.

 

ربما أكون صريحة الآن بشكل لم يسبق لي في أيّ من تدويناتي السابقة، ومن الممكن بأنني أحتاج لهذا النوع من الشفافية في هذه المرحلة من حياتي، ألا أخاف من تفكير الآخرين حين أقول بأن الشعور الذي كان يغلبني طيلة الوقت هو "الإحباط"! ولا أظن أن فكرة تحديد مصدر هذا الإحباط سيكون مفيدًا لك أيها القارئ العزيز، ولكن جزء من هذا الشعور كان ينبع من عدم رؤية النتائج للعديد من الأمور.

 

لدي تطلعات عالية من الحياة وهذا لا عيب فيه، ولكن لابد على المرء أن يكون واقعيًا، منطقيًا، ساعيًا بكل ما يمكنه وألا يستعجل الأمور وألا يضع توقعات مفصلة، بل اجعل توقعك محايدًا ولا تتعلق بنتيجة معينة وهذا ما تعلمته لاحقًا في وقتٍ ما خلال الأشهر الماضية.

 

من أين أبدأ؟

 

كلنا نرغب في مرحلةٍ ما من حياتنا أن نكون شيئًا ما، أن نحقق خطوة عظيمة فتجعل منا بكل منطقية "أفرادًا عظماء"، ولكن ماذا يحدث حين لا يكون هذا هو المسار؟ ماذا ستقول لنفسك حين لا تصبح كل الأمور التي اقنعت بها ذاتك بأنها ستحدث قد تحدث؟

 

ربما لأننا نعيش في زمنٍ مختلف بمعايير غير منطقية وكل ما نرغب به في هذه الحياة هو أن يصل لنا سريعًا، كسرعة امتلاء البالون بالهواء، نريد أن ننتفخ سريعًا، أن نحلق سريعًا، أن تنفجر كل فقاعات احتمالاتنا الأفضل في وقت واحد!

 

هل من المعيب أن نتمنى صنع العجائب؟ أو أن نكون قادرين على تسلق المستحيل؟

 

بالطبع لا، لك الحق في ذلك، الأحلام مجانية ولن تدفع سوى ثمن "القلق" حيال عدم تحققها.

 

 

كنت أقرأ مقالًا بعنوان"أزمة ربع العمر: لست وحدك تشعر بالضياع"مقال لطيف، صريح أعجبني كثيرًا، شدتني جملة وأنا اقتبس هنا:

" أحس بالنقص مقارنة بمن حولي في الواقع، أو بمن في العالم الافتراضي، دائمًا أشعر بأنني كبرت، أوشك عمري على الانتهاء ولم أنجز شيئًا. لم أصر عظيمة". 

"لم أصر عظيمة"!

ياه كم من التأملات والوقفات التي تساقطت عليّ يومها، جملة تميل إلى أن نحتفظ بها بين ذواتنا ولا نشاركها، لأنها توحي بعدم النضج أو السطحية في التفكير أو ربما شيء من النرجسية، أنا هنا أعدد الأفكار التي قد تطرأ على الأغلبية حين نستمع لشخص يقول "أريد أن أكون عظيمًا".

شدتني فكرة نقل حوار بهذا القدر من الشفافية، أميل للشخصيات الواضحة الواعية لما يحدث في عقلها وأندهش من قدرة بعض الأشخاص على توفير هذا القدر من الوعي، رفاهية أن تعرف كيف تفكر قبل أن تفكر، التصالح الكبير مع النفس في مشاركة هذا النوع من الرغبات المادية التي قد لا تلقى رواجًا على الإطلاق!

 

ماذا لو كنت عصفورًا يرغب بالطيران كنسرٍ عملاق!

ماذا يحدث حينها؟ حين تستميت للوصول ولكن هذا لم يكن مكانك من الأساس، لم يكن مقدًرا لك الوصول لتحقيق شيئًا ما كما تتوقعه!

 

أعني بطريقة أوضح، معيار "الوصول" يختلف من فرد لفردٍ آخر، قد تكون شخصًا عظيمًا بمعيار طرف آخر ولكن حين تقف أمام قاضيك الداخلي هل تعتقد بأنه سيرى أنك كافيٍ لهذا المنصب؟

 

سؤالي المختصر ماذا ستفعل باحتمال "أن لا تكون"، "أن لا تصل"!

ما هو الشعور الذي أحسست به حين تساءلت بينك وبين نفسك؟ وبعد أن تساءلت كيف ستتعامل مع هذا الاحتمال؟ وهنا النقطة الفارقة!

 

 

سيكون من غير العدل لي أن أطرح السؤال والإجابة في نفس الوقت، لك أحقية التفكير والبحث ولا أريد أن يقدم لي أيّ شخص إجابة جاهزة؛ فأفقد اكتشاف جواب مختلف، متفرد، أقرب شبهًا بما أؤمن.

 

أيًا كان جوابك وأيًا كان الطريق الذي ستسلكه، تذكر بأن لا أحد يعرفك تمام المعرفة كما تعرف ذاتك وبأن لون السماء متجدد، وقد تختفي الغيوم وتعود في الغد، وربما يهطل المطر أو لا، ولكن السماء تبقى هي نفسها بأشكالها المختلفة بتناقضاتها المبهرة طوال الحياة، وتلك ميزة تفردت السماء بها.

 

 

 

كلمة أخيرة:

لا تخشى الأسئلة العويصة، ولا تخشى من عدم تمكنك من الإجابة، أنت تكتشف نفسك وربما كان ذلك هو كل ما يهم في نهاية المطاف.

 

 

 

 

 

-       عَهْد الحربي.

 





-تجدونني هنا-







 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأربعاء، 18 ديسمبر 2019

الصندوق الأسود



Art by\ Théophile Alexandre Steinlen






مرحبًا يا شرفتي ..
التي أُطِلُ منها بين الفترة والأخرى ..
الأشهر السابقة كانت صعبة بعض الشيء على نفسي!

لا أعلمُ إن كنت أتوهم معظم الوقت ولكن كُنت أشعر بأنني انفصلت لجزئيين وأرى نفسي من بعيد وهي تسير نحو مهام الحياة التي تغشى عقلها طوال الوقت، بين السعي نحو الأهداف ومحاربة وحوش الفشل من جهة أخرى والمحافظة على نهر السلام الذي أطمئنُ عليه داخل قلبي.

قد كانت أشهر مُتعبة ولازلتُ أرى آثار المعركة على جسدي، على أفكاري، على أحلامي التي تقصفت أجزاءها كُرهًا..
كُنت أحاول طمأنة الجميع ولا أجد ما يطمئن نفسي، سوى جملي التي قدمتها للآخرين واقتباسات تحاولُ الوصول لسقف الأمل، كُنت أحاول وهذا ما كان يهم ولكن المحاولة قد لا تكون كافية!

لستُ أحاول أن أبدو مكتئبةً الآن ..

 بل أشياء جميلة قد حدثت في تلك الفترة المُتعبة، أشياء خفية بسيطة دافئة مليئة بالبهجة قد ظهرت هنا وهناك ولكن يجب عليّ الإمعان في النظر والامتنان لرؤيتها!


حاولت مشاركة ما يشغلني مع الأصدقاء وكانت محاولة جديدة بالنسبة لي، كُنت أجد في إجابات الآخرين طوقًا لأربط به بقية أطواق النجاة التي احتفظُ بها عند الحاجة كما اعتدت ..
ولكن مرةً وجدتُ نفسي قد توقفت عن حمل هذه المسؤولية الكُبرى، مسؤولية أن أتوقع بأن شيئًا سيئًا قد يحدث!



بشأن القراءة ..
 ها أنا محملة بأخبار ليست جيدة كما أريد فلم أجد نفسي أقرأ كُتبي، مع أنني رتبتها في قائمة جميلة وملونة ومزركشة ببعض لواصق القطط المختلفة!
لم أقم بشطب ولا واحد من كتبي التي قررت أن أبدأ بها ..
في الحقيقة الأمر يقلقني ولكن ليس كما يجب أو كما هو متوقع ..



لا أدري مالذي تعلمته من تلك الفترة التي غبتُ فيها، أرى إجابتي تختبئ كُلما حلَّ سؤال يريد إخراجها من قوقعتها، لكن حالما أقع في موقفٍ ما تخرجُ الدروس التي تعلمتها من جُحورها بتثاقل، ككهلٍ مُسن خرجَ من منزله بعد انقضاء الشتاء.
تتمددُ تلكَ الدروس بتباطء ثم تكشفُ عن أسرارها لي عندما أكونُ مستعدة!

هل ما أقولهُ يعني شيئًا ما لكم؟



سعيدةٌ بالأجواء الباردة و"الشاعرية" (مفردة بدأت باستخدامها مؤخرًا بكثرة واستمتع في البحث عن كل الجمل الممكنة لأستخدمها)
ها أنا أكتبُ حديثًا شاعريًا لا يمتُ للمنطق بأي صلة!


اكتشفتُ بأنني حين أكتب أعرفُ عنوان النص الذي سأكتبهُ قبل أن أعرف ما سيكون عليه المحتوى من الداخل، لقد عرفت بأن هذه التدوينة سيكون عنوانها "الصندوق الأسود" من البداية!
لسببين:
السبب الأول شخصي، والسبب الثاني لأنهُ عنوان يصف ما أريد إيصاله بدقة، أريد سكبَ مُحتوى ما يشغلني هنا، وهو لا يملك طابع محدد ولا لونًا محددًا، لذا أيوجد لون أكثر حيادية من الأسود؟
حسنًا ربما الرمادي ولكنه لا يملك رنة مميزة حين أقول " الصندوق الرمادي"!



تمر على الكاتب (إن سمحتم لي أن أصنف نفسي في هذا القالب لوهلة)، لحظات تتنحى أهمية الكتابة من حياته، لتبرز مهارة أخرى تريدُ إثبات نفسها جديرة بهذا المركز!

بدأت مهارة التصوير تعودُ برائحة مألوفة أعرِفها جيدًا، عادت برغبة في عمل جلسة تصوير لقطتي ثم لتصوير القمر والظلال ثم للغيوم وتبعتها رغبات لا يوجد بينهم صلة ربط واضحة ..

ربما تأتي رغبة الكتابة بعد هذه الرغبة العارمة في التوثيق لأكتب نصًا أو اثنين؟
قد تكون طريقة عقلي ليخدعني في الكتابةِ أكثر!



لنصل لنهاية أكثر درامية وشاعرية يا أصدقاء!
تعلمت بأن أقوى محرك لفعل الخير هو "الحُب"
الحُب شيء كبير، شيء لا نتحدثُ عنه كفاية!
الحب بإمكانه أن يصل بصاحبهِ لفعل المُستحيل لأنه يُحِب!
الحب بإمكانه أن يصل بالحق إلى مواطن عديدة لا تصل بنوايا وأغراض غير أن تكون نابعة من محبة!
الحب أمرٌ خارق ومن يحبون يملكون إيمانًا بأن باستطاعة الأيام الغائمة أن تنجلي وتتجلى لهم الأحلام والأيام المستبشرة.

أن تُحِب من حولك وأصدقاءك وعائلتك أو ربما عملك لهو رفاهية بحد ذاتها قد لا يتمتعُ بها كُل الناس، الحب هو أن تشعر بالامتنان لما حولك ولمن حولك طوال الوقت دون أن تنتظر من هذه المحبة شيئًا!
كلنا جديرون بالحُب وكلنا نملك قلبًا لازال ينبض بين أضلعنا، ولا زلت أؤمن بأن باستطاعة المستحيل أن يكون حقيقًا حين نضيف رشة حب لأي عقدة!

حديث غير واقعي ربما ..


ولكن الحب لا يسعهُ إلا أن يكون بهذا الشكل، بشكلهِ المُفعم بالدهشة والتساؤلات والشكِ أحيانًا!




أرجو لكم شتاءً دافئًا ومحبة تغمر قلوبكم جميعًا ❤



- عَهْد الحربي.




-تجدونني هنا-