Art by /La Picaouette Urbaine
جزءٌ صغير في داخلي كان يحاول منعي من كتابة
هذه التدوينة بحجة أنها غير مهمة ولكن ها أنا أكتبها رغم ذلك!
مرحباً يا رفاق .. غبت كثيراً هذه المرة
ولست بفخورة بهذا الإنجاز ..
ولكن رغبة كبيرة في التنحي اجتاحتني عند
ابتداء شهر رمضان، وددت التعرف على ذاتي من جديد وتشذيب روحي التي اهترأت بعض أجزائها.
إن كنا محظوظين .. وهذا لا يحدث كل مرة
فسنلاحظ بأن خطب ما قد حل بنا .. ولابد من ترك كل شيء لمعالجة ما يحدث!
هذا ما حدث معي .. على الأقل هذه نصف
الحقيقة ونصفها الآخر سأحتفظ به في يوم آخر لأشارككم إياه.
لازالت الحياة تدهشني بالكثير من
المعرفة والمعلومات التي لم تخطر على بالي ولا أزال أردد في داخلي " لا زلت لا أعرف
شيئاً وإن كنت أعرف بعض الأشياء"!
الفترة الماضية كانت تشبه إزالة شيء ما
من عيني .. نظارات وردية إن صح تسميتها ..
بالرغم من أنني أرى الكثير من الجوانب
في نفسي التي يجب العمل عليها وإعادة إصلاحها ولكن كان هنالك جزء كبير غافلة أنا
عنه.
أكثر ما أدهشني هو مراقبة نفسي وأنا
أفكر .. كيف تبدأ الأفكار بالابتداء بقطرة ثم الانتهاء بعاصفة ممطرة!
مراقبة المشكلة كيف تبدأ ومعرفة كيف آلت
الأمور إلى الاتجاه المعاكس .. أنا مندهشة لأنني لم أكتشف هذا الجزء من ذاتي إلى
مؤخراً!
جزء كبير من اختفائي كان لذلك السبب ..
وإن كنت متواجدة في عالمي الافتراضي إلا أنني فضلت أخذ دور المراقب وأن لا أتفاعل.
كنت موجودة يا رفاق لكن غير موجودة في
نفس الوقت.
وفي عالمي الحقيقي وعلى مكتبتي بالتحديد
.. الأوراق وأغلفة الكتب تناديني!
ولكن نفسي تستثقل الأمر ..
ولكن نفسي تستثقل الأمر ..
لقد مر وقتٌ طويل منذ قراءتي لعمل أخذ
انفاسي .. أدهشني .. وبقيت أفكر بمحتواه..
هل المشكلة فيّ أم في الكتب التي
اختارها؟
يبدو أنه لغز جديد علي معرفة إجابته.
تعلمت في تلك الفترة بان أفضل استثمار
قد تقوم به هو في سبيل نفسك وروحك وعقلك!
وأن كل ما سيبقى معك حتى النهاية هو أنت
..
فهمت الفكرة وهضمتها جيداً .. قد لا
أطبقها دوماً ولكنني مؤمنة بها.
تعلمت بأن كل مشكلة تتكرر عليك .. بشكل
ما وبطريقة ما لك أنت دور في حدوثها!
دعوني أتوقف هنا لأقول بأن هذه المعلومة
كانت بمثابة اللحظة التي تقول فيها "أها".
لحظة أزالت شيءٌ ما من عيني حول كل
اللحظات التي مرت في حياتي.. لا يوجد هنالك أجمل من الوعي بما يحدث حولك وألا تصبح
دمية تحركك فيها مشاعرك.
وهذا أمر آخر اكتشفته .. بأن في أغلب
الأحيان حين تتصرف وتنفعل وتتفاجأ داخلياً بردة فعلك العنيفة فهو – حسب ما فهمت –
أمرين:
-
مشاعر
مكبوتة لابد أن تعبر عنها.
-
مشاعر
قديمة لم تنتبه وتكتشف ما هي.
الكتابة كان لها نصيب من الابتعاد ..
آلمني الأمر كثيراً لأنني لا أدري بماذا أبوح أجدني عاجزة في بعض اللحظات عن
الحديث على الورق.
وبالرغم من تجارب الكتابة العديدة إلا
أنني لا أزال أجد بأن عدم قول أي شيء هو أفضل من قول كل شيء.
وإن كنت في بعض الأيام أقتنع بعكس ما
قلت إلا أن الصمت كان دوماً يفوز معي.
ربما الكثير مما ذكرته هو بديهي لك أيها
القارئ وكلنا نعرفه من الصغر إلا أنني مكثت الشهرين الماضية أتفكر فيها كثيراً.
وسؤالي الأخير الذي لازال يشغل تفكيري هو
" هل تنتهي صلاحية المعلومة إن وصلنا لها متأخراً؟ " هل تختفي قيمتها
لأنها صارت "قديمة"؟
لا أخفيكم بأنني تخبطت كثيراً لأكتب
شيئاً .. كنت أفكر بما يمكنني أن أقدم بعد كتابتي لهذه التدوينة ..
قلبت الفكرة في رأسي العديد من المرات
حتى اقتنعت بأن لا فائدة مرجوة سوى أنني ممتنة كثيراً لهذا المكان ولمن يقرأ لي.
شكراً يا رفاق!
أراكم في تدوينة قادمة بإذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق