Art by/ Troche
هل نحنُ من نختاُر أحلامنا؟ أم أنها هي من تختارنا؟
جلستُ أفكر في السؤال وقد كنت قبلها أظنني أعرف الاجابة، لكنني ضعت
أكثر وأنا أبحر في كل الاحتمالات الممكنة والأدلة المنطقية؟
أعتقد بأن هذا السؤال يشبه سؤال من "جاء أولًا البيضة أم
الدجاجة؟"
لنفترض أننا من نختار أحلامنا .. سيأتي تساؤل "كيف
نختار؟" أعني كيف حقاً يختار أحدٌ ما حلمه؟ هل لأنه يشعره بشيء من الفخر وهو
يمشي بين أقرانه حاملاً حلمه كطفل رضيع متباهيًا به؟ أم لأن حلمه له صوت رنان
يبقيه واقفاً على يديه سعادة؟
أتذكرُ حديثاً قديمًا .. أحد ما قد قال لي: "هذا
الحلم كبيرٌ عليكِ! لا يمكنكِ أن تحققيه بهذه الإمكانيات؟ يجب أن تكبري لأجله"
هل الأحلام كالملابس .. هل حقا قد أخطأت مقاسي واشتريت مقاساً أكبر
مني فوبختُ لأن أعيد القطعة وأختار شيئًا منطقيًا وعملياً لي؟
لا أنسى بأنني كنتُ أفكر في تلك الجملة "يجب أن تستحقي حلمكِ ويجب
أن تكبري لأجله"
مالذي يعنيه ذلك؟ "أن أكبر!" أيجب علي أن أكون بمواصفات
محددة حتى أحصل عليه؟ فكما أرى الموضوع ما زلت آكل كل خضاري على الطبق وأنهي
واجباتي في الوقت المحدد وأظن أنني شخص مسؤول!
أليست تلك الطريقة ما يفعلنه الأمهات؟ يشترين الملابس أكبر بمقاسين
حتى نرتديها لوقت أطول!
أريد أن اقوم بذلك .. ما المانع .. إن كنت لا أمانع أن استمر في
رفع نهاية ثوب حلمي طوال الوقت، وطوي أكمام رداء الحلم ثلاث وأربع مرات ما مشكلة الآخرين
في ذلك؟ فأنا بالتأكيد لا أود أن أستمر في شراء الأحلام طوال الوقت فقط لأنها ضاقت عليّ أو لأنها مجرد أحلام قديمة فأرمي بها في مكان مظلم و موحش!
كل هذا إن افترضنا بأننا نحنُ من نختار أحلامنا.
ماذا لو كان العكس؟ ماذا لو كانت أحلامنا من تختارنا؟
هل تختارنا بعد أن نمر في عدة اختبارات لا نعلم بها؟
أم تختارنا ونحن صغار لأن لدينا ابتسامة ظريفة ورأس كبير يستطيع
حمل الأفكار العديدة؟
ماذا يحدثُ إن لم أكن أرغب في أن ألبي رغبة الحلم الذي أختار أن
يتحقق عبري أنا؟
هل يوجد محامي سيساعدني لإلغاء العقد؟
وماذا لو أردتُ اختيار حلم آخر؟ هل يجب علي ملاحقته و تلبية طلباته
حتى يرضى عني ويختارني؟
اليس هذا شيئاً منهكًا؟
ماذا عن الأحلام التي لم يحققها أي أحد؟ هل تفنى وتنسى وتصبح مستحيلة؟
هل الأحلام المستحيلة هي الأحلام التي يخاف منها الجميع؟
وإن كانت الأحلام من تختارنا فكيف جاءت من الأساس؟ هل ولدت معنا؟
هل كانت غير مكتملة وأتينا نحن لنكملها ونحققها؟
هل الأحلام تكلمنا؟ هل تضيء لنا الطريق أم أنها تحاول أن تكون صعبة
الاصطياد؟
هل تتصارع الأحلام فيما بينها؟ هل يلتحم حلمين ليشكل ثالثاً جديدًا؟
هل تنام الأحلام طويلًا وتنسى الاستيقاظ مبكراً؟ ألهذا تصادفنا
أحلام يقولون بأنها تدعى أحلام متأخرة؟
هل تبكي الأحلام؟ ومتى تبكي؟
هل تضحك الأحلام؟ وكيف تضحك؟ هل تضحك بصوت عالي أم تكتفي بالتصفيق
فرحًا؟
هل تخشى الأحلام أن نخذلها؟ أم أنها تثق بنا لأنها اختارتنا؟
أتكملنا الأحلام وكيف يكون ذلك؟ في أحلامنا وقت المنام أم في أحلام
اليقظة؟
هل الأحلام لها صلة قرابة بحلم المنام وأحلام اليقظة؟، أم هي نسخ مختلفة عن حلمنا الأساسي؟
هل تعرفُ الأحلام متى تستلم؟ الهذا مات حلمٌ سابق؟ كيف تموت الأحلام؟
أتدفن في الأرض مثلنا أم في مكان ما في أنفسنا؟
هل نشعر بموت حلم ما؟ وكيف يكون الشعور وقتها؟
هل نحن والحلم واحد؟ أعني هل نحن والحلم شيء واحد؟
فكرة واحدة؟ قلب واحد؟
هل تمتلئ رئتينا معاً بالبهجة؟ هل تختنق حناجرنا بالكلام؟
هل يحارب الحلم لأجلنا أم نحن من سيحارب لأجل حلمنا؟
أم نتحد معاً كبطل خارق ومساعده؟ كمعلم وقلمه؟ كرسام و ريشته؟
هل نقود الحلم بشغفنا؟ أم أن الحلم يقودنا باحتمالات حدوثه
الممكنة؟
وحين نتيه هل ذاك يعني أن الحلم غاضب وقد تركنا؟ أم أنه قد نسي شيئا
في البيت وسيعود لنا؟
هل تغضب الأحلام منا؟ وكيف يكون شكل غضبها؟ هل تصرخ فينا؟ هل نصرخ
نحن فيها؟
لكن الأهم هو .. من يحبُ من أكثر؟ من يخلص لمن أكثر؟ من فينا لا ينسى الآخر؟ ورأس
كل هذه الأسئلة قد بدأ بمن منا يختار الآخر؟
- عَهْد الحربي.
-تجدوني هنا-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق