-اليوم الأول
دقت الساعةُ مشيرةً إلى موعدِ
استيقاظها، كانت تُحدق في السقف طوال الليل تُفكر، لكن لسوء الحظ نسيت مالذي
كانت تُفكر به في آخر دقيقةٍ قبل أن يدُق المنبه.
توجهت لدورة المياه ونظرت لذلك الوجه المألوف
لكن هذا الصباح بدى وجهها ناقصاً لسبب غريب.
قصدت المطبخ لتسكب كوباً من الماء، ابتلعت رشفة
ثم ثانية وثالثة ونسيت كم رشفة تحتاج لتنهي شرب كل الماء في جلسة واحدة.
.....................................................
-اليوم الثاني /في السوق
مشَت بخطواتٍ متمهلة وهي تتأملُ انواع الخُضار المصطفة بترتيب دقيق، تنتظر بكل صبر أن ينتهي بها المطاف في طبقٍ ساخن نهاية هذا
اليوم.
الألوان تتسابق لتشد الأنظار، الأخضر، والأحمر، والأصفر، والمبرقش
بلونين مختلفين، توقفت عند يقطينة يشع لونها بهجة وأصاب شكل اليقطينة الأنيق ذكرى
قديمة مركونة في زاوية ما من ذاكرتها، تذكرت عربة سندريلا السحرية!
تمنت لحظتها أن تتضخم ثمرة اليقطين في ثوانيٍ وتصبح عربةً كبيرة،
أين ستذهب لو قررت أن تجرب العربة السحرية؟ قطع البائع تخيلاتها سائلاً إن كانت
تريد شراء واحدة، أجابت بلا تفكير" نعم، إذا سمحت".
.......................................................
-اليوم الثالث
كان الهواء البارد يلفح وجهها بلا أية قيود، مما منعها من أن تفتح
عينيها لرؤية الطريق، لعقت شفتيها بخوف لكن سرعان ما جفت، الكثير من الأسئلة تدور
في رأسها كأنها تعلب لعبة الكرسي، فجأة أحست بأنها تطير في الهواء يليها الإحساس
بالسقوط لأسفل، مالذي يحدث؟
سار هذا السؤال كقطار سريع، فحاولت فتح
عينيها لترى .. إنها تركض!
لكنها لم تكن تركض بقدميها فقد كانت ضامة كلتا ساقيها بتوجس مما يحدث.
إذاً مالذي يركض بدلاً عنها؟ حاولتْ النظرَ للأسفل لترى بأنها
جالسة على يقطينة كبيرة، أغلقت عينيها بسرعة محاولة استيعاب ما رأت، كيف حل بها
هذا الحال؟ ولماذا هي على متن يقطينة تتحرك!
توقفت الأفكار عن الاستطالة عند شعورها بالطيران في الهواء من جديد
فتحت عينيها باندهاش حتى ترى ما سبب كل هذا القفز والتحليق!
لتجد نفسها طائرة بين قمتي هضبتين واسعة نظرت للأسفل ووجدت هوة
سوداء كبيرة تنتظرها، أحست بالهواء البارد يسحبها للسقوط وتشقلبت معدتها معلنة بأن
النهاية لن تكون سعيدة.
فأغلقت عينيها وأطلقت صرخة مدوية سمعت صداها يرتد إلى أذنيها، لم
يطل صراخها المرتجف إلا وقد تنبهت بأنها جالسة على شيء يجري بها للأمام.
تشبثت بالشيء بصعوبة بكل ما استطاعت، وما هي إلا ثواني معدودة وأحست
بالهبوط من جديد، فتحت عينيها لترى بأنها متعلقة باليقطينة الضخمة المتحركة بأقصى
سرعتها بين الصخور والأشجار، أحست بصداع من غرابة الموقف.
أين هي؟ ومالذي يحدث!
لكن كان يوجد سؤال آخر يحيرها، مالذي يحرك هذه اليقطينة العجيبة؟
تحركت رقبتها للأسفل وفتحت عينيها بحذر شديد لترى رجلين طويلة ونحيلة كقطع الأغصان
تركض بأقصى سرعة! الغريب بأنها لم تعر اهتمام لتلك الأرجل، ما أثار استغرابها هو
ارتداء تلك الأرجل لحذاء أحمر لامع!
رفعت رأسها باستغراب وجالت ببصرها للأمام لتندهش من المناظر
الخلابة التي تحيطها، الأشجار تخطي المكان وأشعة الشمس تخترق أي فراغ استطاعت الحيازة
عليه بدت كأيدي صغيرة تحييها بحنان، ويسرق لحظة تأملها عبورها من تحت شلال في
منتصف الغابة الشاسعة، خرجت بلا أي قطرة ماء عليها، كل شيء يثير الاستغراب هنا!
كيف وصل بها الحال لهذا المكان الخارج عن المألوف والمنطقية؟
نظرت لليقطينة التي امتطتها لعدة دقائق وهي غير مصدقة ما تعيشه الآن،
واليقطينة غريبة الأطوار بأحذيتها اللامعة كانت تستمر في الركض بلا أي ملل أو كلل!
حركت رأسها باحرة بنظرها للأفق البعيد، لكن الأفق كان أقرب من
اللازم، كان تركض اليقطينة باتجاه صف من الصخور المتراكمة فوق بعضها البعض شكلت
جدارًا صخريًا ضخمًا بأطراف حادة تلمع تنتظرها بجوع.
تسمرت في مكانها مرتعبة ونظرت لليقطينة لترى إن كانت ستغير مسارها،
والنتيجة كانت العكس بل زادت من سرعتها أكثر نحو النهاية المسدودة!
ثم قالت لها بصوت متلعثم" أمامنا.. طريق مسدود!" لكنها
لم تستجيب بل أكملت الركض بسرعة ثابته، قالت لها مجدداً وهي تصرخ" غيري
المسار، سنموت إن استمريتِ في الركض هكذا!" ولم تظهر أي ردة فعل من اليقطينة العجيبة.
صرخت بها مرة ثانية" ألا تسمعين! توقفي!"
لكن الركض مازال مستمراً، تسارعت نبضات قلبها وأحست ببرودة في كل
أطرافها، لابد أن تفكر كيف توقف هذه المهزلة، ستموت بلا شك إن لم تتوقف.
لكن لحظة!
بإمكانها أن تقفز من فوق
تلك اليقطينة العنيدة وتنقذ نفسها من هذا الهلاك المحتوم.
كانت تملك ثانيتين لتقرر قبل أن تلاقي حتفها، أحكمت اغلاق قبضة
يديها وأغلقت عينيها ثم قفزت من فوق اليقطينة.
كل جزء في جسدها كان يصرخ
وأحست بالغباء لقرارها وانتظرت لحظة ارتطامها على أرضية العشب. لكنها سقطت
على أرض صلبة باردة، فتحت عينها ووجدت نفسها ممددة على أرضية غرفتها قرب السرير!
-اليوم الرابع
كان يوماً سيئًا!
سيئاً بمعنى أن تتحد كل الأشياء ضدك بلا أي استعداد من قبلك.
خرجت من مقر عملها ذلك الصباح وهي تبتلع الدموع
في عينيها بصعوبة، صعدت للسيارة وأغلقت خلفها الباب، أفاقت العربة بعد إدخالها للمفاتيح،
انبثق المذياع بصوته العالي كأنه صراخ طفل لا يعرف كيف يخفض صوته، أغلقت المذياع، أراحت
رأسها على المقعد بانكسار.
دق .. دق .. دق.
صوت انهمار مطر خفيف، نظرت للسماء عبر النافذة وقالت لنفسها
"يبدو أنها ستمطر بغزارة اليوم"، غطت وجهها بيديها فتنهدت.
لم تمر عدة دقائق على قيادتها إلا وتفجرت السماء بالأمطار بتسلسلٍ
لا ينقطع، الأجواء المبللة أثارت غيرة عينيها لأن تشارك الغيوم البكاء، جرت الدموع
على خدها بسرعة وبخط مستقيم واحد كأنما اعتادت أن تشق الطريق نفسه مرات كثيرة.
بكت وبكت حتى توقف المطر واستمرت في البكاء بحرارة حتى وجدت نفسها
أمام بيتها!
(بعد ساعات من وصولها جرى هذا الحوار على الهاتف)
(قالت لها صديقتها بتوتر)
- - هل أخبرتِ عائلتكِ بالأمر؟
(صوتُ تنهدٍ متعب من الطرف الآخر)
- - أنتِ تعرفين بأنني لن أستطيع!
- - ماذا ستفعلين في هذه الحالة إذن
(طال
الصمت وساد صوت عقارب الساعة الفراغ)
- - أنا .. لا أعلم! .. أشعر بأنني متكسرة لألف قطعة
وعاجزة عن إلصاق نفسي من جديد.
- - ولما تسعين لتركيب نفسكِ من جديد! (قالت بتعجبٍ
لها) بعض الكسور تسمح للضوء الذي بداخلك أن ينساب للخارج .. ربما تكون هذه فرصتك
الذهبية!
- - أي ضوءٍ تتحدثين عنه (قالت بانفعالٍ وغضب شديد، أكملت
وصوتها يترنح حزناً) لا يوجد نورٌ بالداخل صدقيني!
- - ستجدين ذاك النور حين تسمحين لنفسكِ بالمضي
قدماً! الطريقُ أمامك! (أخبرتها وصوتها ممتلئ بالثقة) "لا تيأسي"
- - أجزمُ بأنني أستطيعُ رؤية هدفي يلوح من بعيد،
لكن أتعرفين .. ما يؤرقني بأنني لا أدري كيف أصل!
- - لأكون صادقة أنا متأكدة بأنكِ تعرفين طريق الوصول .. لكن كل ما في الأمر بأنكِ خائفة.
(بعد مرور عدة ساعات على تلك المكالمة)
خرجت من غرفتها لتقصد المطبخ، كل هذا الحديث والبكاء أشعرها
بالجفاف من الداخل، تناولت كأساً وملئتهُ بالماء، شربت منه أول رشفة ولاحظت وجود
اليقطينة التي حصلت عليها من السوق تتوسط طاولة المطبخ، تذكرت حُلم الأمس واقتربت
منها.
نظرت لها وهي تتذكر تفاصيل الحلم الغريب الليلة الماضية، وكيف ترك
سقوطها من السرير على الأرض ألماً في كتفها، تحسست مكان الألم بانزعاجٍ، اتكأت
على الطاولة بمرفقيها محملقة في اليقطينة لربما تستطيع أن تفكَ لغزاً يدور برأسها.
"هل كانت تلك اليقطينة في الحلم أنتِ؟" قالت وكأنما
تحادثُ نفسها بصوت مليء بالتساؤل، أمالت رأسها وهي تنظر باتجاه اليقطينة بعينين
حادتين.
أكملت وهي تقصد الثمرة التي أمامها:" كنتِ تجرين بي كالمسعورة
بالأمس!" توقفت كأنها تنتظر جواباً وبعدها قالت: " ربما يمكنكِ أن
توصليني لوجهتي طالما أنكِ ماهرة في الركض." شربت رشفة ثانية من كأس الماء وتحدثت
وهي تتأمل كأس الماء بين يديها:" لقد وصلت ساندريلا للحفلة بواسطة عربة يقطين
عجيبة .. قد يكون هذا ما ينقصني .. أن أمتطي يقطينة بأرجل وحذاء أحمر لامع لأصل
إلى وجهتي!"
خرجت ضحكة مكتومة ثم اتسعت وتحولت لضحك متواصل، ربما احتاجت لأن
تضحك يومها بهذا الصخب، حركت رأسها لتشتت الفكرة التي أحست بأنها غبية وخرجت من
المطبخ لغرفتها بعد أن أغلقت الأنوار.
..............................................................
- بعد خمسة أيام
تكرر الحلمُ من جديد طوال الأيام الخمس، بنفس المشاهد وبنفس الركض
المتواصل، في كل مرة كانت تجد نفسها قد وقعت من على السرير إلى الأرض الباردة، لم يعد كتفها يؤلم، بل كل شيء في جسمها يتألم.
..........................................................
- اليوم العاشر
جالسة على الأريكة تتصفح هاتفها بملل، الشمس تسللت من النوافذ
واستقرت على الأرض بتمدد وتكاسل.
المكان دافئ يدعو للنوم والاسترخاء، عدت رائحة لذيذة من تحت أنفها
لتشد الانتباه.
تركت هاتفها ونادت على والدتها تسأل:" هل هذه رائحة
كعك؟"
أجابت والدتها وهي تحمل صينية تجلس فوقها فطيرة ذهبية دائرية
الشكل:" بل فطيرة .. ألذ فطيرة قد تتذوقينها!".
"فطيرة!" أجابت بفرح، "أهي فطيرة تفاح؟" سألت
وهي تقف لتساعد والدتها بأخذ الصينية الدافئة منها.
أجابت الأم:" بل فطيرة يقطين، صنعتها باليقطينة التي
أحضرتها لنا".
أخذت قطعة من الفطيرة وأجلستها على طبق أبيض لامع، بدأت تأكل منها
بتلذذ وبين اللقمة والأخرى ترتشف رشفة من كوب الشاي المنعش، تذوب الفطيرة الهشة في
فمها محدثة طعماً حلواً لا يقاوم، نكهة اليقطين الخريفية وطبقة الفطيرة الذهبية
الهشة تنتهي بطعم الكريمة الحلوى، شعرت بالسعادة في تلك اللحظة.
وبينما هي تأكل وتتذوق الفطيرة ببطء، جاءت فكرة تطير محلقة في
رأسها تدعوها للعب.
قالت لنفسها:" كيف ستكون ردة فعل ساندريلا إن علمت بأن
اليقطينة التي تركض بي في أحلامي قد حولتها أمي إلى فطيرة يقطين لذيذة! وها أنا
أتلذذ بكل قطعة منها بلا أي إحساس أو ضمير".
ضحكت في نفسها وخرج إثر الضحك الداخلي ابتسامة ساخرة على وجهها
الذي تَزين بفتات الفطيرة المتناثر حول فمها.
تساءلت والدتها سبب كل هذا التبسم والضحك، أجابت وهي لا تزال
تبتسم: " لا مجرد أنني فكرت فيما لو كانت هذه اليقطينة التي نأكلها هي عربة
اليقطين العجيبة التي أوصلت ساندريلا للحفلة".
نظرت والدتها في فطيرتها الجالسة على الطاولة بصمت وقالت بشيء من
الاستغراب:" لا تبدو لي فكرة قد تجلب كل هذا الضحك"
قالت لوالدتها وهي تضحك: " فكري بالأمر. تخيلي إن قلنا لها
بأنكِ قد صنعتِ من عربتها فطيرة وما رأيكِ إن أخبرتيها بأننا أكلناها"(لم
تستطع أن تكمل لشدة الضحك لكنها حاولت أن تكمل قائلة):" أعني تخيلي نظرة
الرعب التي ستملأ وجهها .. يا لنا من مجرمين"
أجابت والدتها وهي تتبسم لتشاركها الضحك:" لا يجب عليكِ أن
تخبريها بأننا صنعنا منها فطيرة وأكلناها، بإمكانكِ أخبارها بأنها قررت المكوث في
مكان بعيد .. لا داعي للتفصيل".
(تبادلا الضحك)
قالت وهي تمثل الموقف ولا تنفك ضحكاتها عن مقاطعتها:" تخيلي
الموقف معي وأنا أحادثها .. لا تقلقي يا آنسة ساندريلا فعربة اليقطين بسلام في
مكان بعيد .. أتسألين أين هي .. هي في معدتي!"
ضحكت هي ووالدتها، وأخذت لقمة جديدة من فطيرة اليقطين وتردد صدى
جملتها في عقلها "عربة اليقطين بداخلي" تركت شوكتها بهدوء وهي لا تزال
تفكر "عربة اليقطين هنا!" وانتبهت بأنها تشير بإصبع السبابة على نفسها
ولا يزال يتردد في عقلها "العربة هنا!"
لكن لم تكن الفكرة الوحيدة التي بقيت ترقص بلا توقف في رأسها، ظلت
فكرتين تتأرجحان بالتبادل ولا يوجد أي دليل يساعدها على أن تعرف أي الفكرتين تكون
الأصح.
كانت الفكرتين التي ظلت تدور وتدور "أيهما سيتحول للآخر"،
هل اليقطينة العجيبة تحولت لها، أم أنها الآن تحولت لعربة يقطين؟
وإن كان الاحتمال الثاني هو الأصح فسيأتي سؤال آخر، هل ستتحول لعربة
يقطين سحرية بعجلات وأحصنة بيضاء تجرها أم يقطينة برجلين؟
................................................................
-اليوم الحادي عشر
استطاعت تخطي جدار الصخور العملاقة، قفزت بها اليقطينة العجيبة في
الهواء ثم هبطوا معاً للجهة الأخرى.
لم تعي بأنها كانت تحبسُ أنفاسها منذ البداية إلا حين شعرت
بالاختناق مجرد أن اطمأنت بأن الأرض قد استقبلتهم.
نظرت للمكان، شهقت، اندهشت، غطت فمها المفتوح بيديها كردة فعل لما رأته،
شعرت بالاختناق من جديد يبدو أنها قد حبست أنفاسها مرة ثانية، أخذت نفساً ووجدت
نفسها قد استيقظت، هذه المرة كانت على سريرها.
........................................................................
-بعد سنة كاملة منذ الحُلم الأخير
جلست بمحاذاة رفيقتها في مقهى والدنيا
تمطر بغزارة، ارتشفت كوب القهوة الساخن وهي تستمع لصديقتها تقول:" أخبرتكِ،
كنت أعرف بأنكِ ستعرفين كيف تصلين لهدفك!"
ابتسمت وهي تتذكر شيئاً:" لم أكن
وحدي، حصلتُ على الكثير من المساعدة!".
قالت لها الأخرى وهي تبتسم:" لا داعي
لشكري. قدمت ما أستطيع".
ضحكت بانتعاش:" أقدر مساعدتكِ ..
لكن مع الأسف لم أكن أقصدك".
(ضحكت كل واحدة منهما)
ثم نظرت لها صديقتها باهتمام وسألتها عن
الشخص المقصود، رفعت كوب القهوة إلى فمها وقالت قبل أن تأخذ رشفة:" إن
أخبرتكِ بأن ثمرة يقطين برجلين وحذاء أحمر لامع قد ساعدتني .. هل كنتِ
ستصدقينني؟" انهت سؤالها برشفة من القهوة المرة وهي تتأمل نظرة الاستغراب
التي تظهر على وجه صديقتها باستمتاع.
-النـــهـــــايــــة-
كتابة ورسم/ عَهْد الحربي.
-تجدوني هنا-
(جميع الصور تم رسمها من قبل المؤلف)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق