الخميس، 19 يوليو 2018

عندما تُحب كلّ شيء!



Artist \ gemma koomen

مرحباً يا رفاق!

هل تتذكرون عندما كُنتم في سنٍ أصغر وكانت الألعاب والحلوى تستهويكم؟ ربما ذهبتم مع أحد والديكم وامتلت أيديكم بالكثير من الألعاب التي استطعتم حملها. و مررتم بمحاضرة طويلة انتهت في أن تختار لعبةً واحدة فقط وإن احسنت التصرف فربما تحصل على فرصة أخرى لاختيار لعبة واحدة فقط .

لكن الآن بعد أن كبرنا كُلنا، وبتنا مسؤولين عن قراراتنا وتصرفاتنا لا يوجد قانون يمنع من أن تحبَ الكثير من الأشياء وتحاول الحصول عليها جميعاً!

ربما ليس معاً في وقت واحد لكن كلها معاً!

حسناً قد تبدو هذه التدوينه أشبه بتصفية حسابات مواقف الطفولة القديمة ... طبعاً لا!
بعد تفكير طويل ... ربما 😆

لذا دعوني أخبركم بالحديث الطويل الذي أود مشاركتكم إياه..



في فترة معينة من حياتي كنتُ أملكُ قناعة "شيء واحد أتقنه بدقة أفضل من عشرة لا أتقنها بدقة" وأود منكم أن تلاحظوا بأنني كتبت (بدقة)

كنتُ أعتقد بأنني إن انشغلت بأشياء كثيرة في وقت واحد قد يتشتت تفكيري ولا أصل للمرحلة المتقدمة التي أطمح لها.

قد تكون هذه القناعة فيها شيء من الصحة لكن ليس بالضرورة.

ثم حدثَ وأن أحببت العمل على أشياء كثيرة في فترة واحدة، لكن شعوري بالذنب كوني لن أتفرغ لأجل شيء واحد وأصل لدرجة "الاختصاص" الذي يمكنني في أن أصبح (خبيرة) ومحترفة في الاهتمام المحدد.

لنطرح مثالاً ..

أحب تخصصي (علم الأحياء) و أحب الكتابة وأحب التصوير وأحب الرسم والكثير ..
لذا أثناء فترة دراستي عزلت نفسي عن كل هذه الاهتمامات عدى جوانب التخصص الأكاديمية خوفاً أن تكون عائقاً في تفوقي وأن أصل لهدف محدد.

لذا وبكل رعب أقولها ربما مرت سنة كاملة أو أكثر.. لا كتابة ولا تصوير ولا أي شيء آخر قد يأخذ حيزاً من وقتي!

لم تكن فكرة جيدة تناسبني أبداً، وقد دخلت في دوامة طويلة من الشعور بالملل لتكرار نفس الشيء كل يوم.

حصلت على ما أريد في النهاية وفخورة بهذا الانجاز لكنني شعرت بذبولي داخلياً وانعزالي عن نفسي وعدم فهمي لما أريد لأنني لم أكن أقوم بما أحب وأريد!

جيدٌ كفاية بأنني تلقيتُ تنبيه بأنها فكرة سيئة وقد أضعت الكثير من التجارب والوقت الذي لربما كان سينتهي بنهاية سعيدة، لكن عنادي الشديد وإيماني السابق بأن الإنسان لا يمكنه أن يحب أو أن يعمل على عدة أشياء في نفس الوقت أدى بي إلى نهاية مسدودة وموحشة.

Artist\unknown 


أن تحب الكثير من الأشياء وأن تمتلىء بجوانب كثيرة لا بأس به وربما لا يكون لها أي علاقة ببعضها البعض لا بأس به إطلاقاً، أن تحب الشعر وتكتبه لا ينفي أو ينقص من اجتهاد وعملك في مجال الطب والجراحة مثلاً .. أن تكون رساماً وفناناً لا يؤثر على اهتمامك في علم الأرض أو الرياضيات!

من قال بأن علينا أن نختار شيئاً واحداً من متجر "الاهتمامات" وألا نملأ أيدينا وملابسنا وحتى أفواهنا بالاهتمامات المدهشة المختلفة؟


ولا مشكلة في أن تكون عكس هذا تماماً ربما لديك اهتمام واحد وهذا هو الذي يشبع الشغف داخلك .. هنيئاً لك!

لذا متى ما زرتم ذلك المتجر وسنحت لكم فرصة التبضع تذكر يا صديقي بأن متجر "اهتماماتك" و "أحلامك" و "شغفك" لا يقبل إلا شجاعة كافية وحب مستمر وإيمان بنفسك .. كسعر كافي ووافي لمشترياتك الكثيرة!






-عَهْد. 


  

-تجدوني هنا-
















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق