الأحد، 24 يونيو 2018

حديثٌ طويل




السلامُ عليكم ..
مرحبًا يا رفاق!


تأخرت في كتابة تدوينه جديدة، حتى إنها لا تملك عنوانًا مثيرًا ككل مرة لكن لعلها تحوي في داخلها ما يثير الاهتمام.

مثل كل مرة أكتب فيها أنا لا أدري أين هي الوجهة بالتحديد، فقط أحمل معي نفسي وقلمي وتأخذني الصُدف وتسلسلُ الكتابة إلى موضوع لم أعي بأنني سأصلُ له فيتبين بعد وقت بأنه ما كان يرقص داخل قلبي رغبة في الخروج.

هذه المرة ستختلف، لدي فكرة عن الوجهة لكن لا أعرف كيف أصل لها بطريقتي المعتادة، ربما لأنني أخشى أن تختلف النتيجة، لذا كما تقول مارغريت أتوود وأنا هنا أقتبس " إن كنتُ أنتظر المثالية فلن أكتب كلمة واحدة"!
لذا فلتكن مساحة للحديث بلا تفكير طويل.

لا أعرفُ كيف أبدأ لكن ربما كانت البداية في ليلة عادية و أو ربما في ظهيرة والشمس حارة، لا يهم المهم بأن كل شيء لم يبدو على ما يرام .. لم أكن على ما يرام بما تعنيه هذه الجملة . لست أقدر على وصف ما جرى منذ تلك الملاحظة الاولى بأن الوقت يجري كعادته وأن الأيام لا تطيل الجلوس والورق في دفتري قد نفذ وأن مساحة هاتفي قد امتلأت بالكامل.
ربما كان بإمكاني إخراج دفتر آخر أو مسح بعض من الصور التي إلتقطها في زمن بعيد ونسيان تلك اللحظة التي لا حق لها في أن نقف عندها سائلين عن حالها!





قد أكون مخطئة لكن ربما كانت تلك اللحظة مُفجعة.. بأن الحديث بداخلي قد انتهى أو ربما غادر خلسة .. قد يكون خوفي من الوقت .. أو هاجسي الذي لا ينتهي بشأن "مالذي يعنيه كل هذا".

وما لذي فعلته ككل مرة؟ أبتلعت ما وجدته يومها ثم أستمر في هضمه أياماً من التفكير والنسيان ثم الوصول والانتهاء بنقطة البداية، قد يكون الكتمان هو حلي الوحيد والطريقة الوحيدة التي قادت بي إلى هذه اللحظة، لكنني لن أنفي صعوبة الكتمان وثقله عليّ.
ما أسأله نفسي هو كيف تكون "المصارحة" أو "الفضفضة" أو عندما نبوح بما فينا أمراً لا نخرج به بنفس النكهة ككل مرة.
أعني أستطيع الجزم بأن كل قراراتي في التحدث لا تنتهي بنفس النتيجة، هنالك بوح كنتُ أحتاجه ..أشبه بشربة ماء على القلب و بوح لا يزيد من الحزن إلا حزنًا أكثر إيلاماً و وجعاً.. ليس لأنك تحدثت ربما المؤلم بها أنك "لم تُفهم" بعد أن تشجعت و قلت ما فيك.
الكتمان متعب لكنه أقل إيلاماً من القول بمراحل، في كلا الحالتين هي مجازفة.. الأولى في نفسك والأخرى على راحتك.




تعلمتُ شيئًا جديدًا قبل عدة أشهر بشأن أن تدع حقيقة ما تشعر وما يزعجك مساحة الظهور في أقوالك، كقول "هذا الأمر يزعجني " أو "لقد شعرت بالضيق جراء هذا الأمر"، كانت صاحبة هذه المعلومة تقول بأن تأكيد رأيك بقول أو فعل صريح (باحترام) لا يضر بل يفتح لك رؤية جديدة لم تعلم بها.
لأننا وبكل صراحة لسنا ذوي قدرات خارقة لمعرفة ما يدور في رأس من حولنا، احتمال حدوث سوء فهم وارد في الحياة لذا هل مضر توضيح مشاعرنا بلطف و بكل وضوح لمن يهمنا أمرهم؟
حتى إن لم يجدي هذا الحل في ردع ما يزعجك فأنت لم تخرج خالي اليدين! لقد تبين لك بأنهم لا نية لديهم لإصلاح ما يحدث.. لذا وقتك أهم في أن يضيع بالتدرب على قدرات عقلية مستحيلة في تحليل ما يحدث مع غيرك.





شيء جديد قد بدأت أعيش معه. بأن لا مشكلة في التغيير، لا مشكلة في تغيير رأيك بشأن أمر ما أو تغيير روتين حياتك أو حتى ما كنت تحارب لأجله بشغف!
لك الحق في النضج ولك الحق في إضافة رأي جديد، المشكلة في البقاء على ما مضى دون تجديد أو تحسين.. كنت قبل عدة سنوات مقتنعة بفكرة معينة تخص تخصصي في الجامعة، كنتُ بكل بساطة أعتقد بأنني سأنتهي في مجال معين و نمط حياة مختلفة، لكن بشكل أو بآخر .. ما عدتُ كما كُنت!  مخيف تذكر ذلك لكنه ما عاد يخيفني بعد الآن.
تُذكرني بحادثة حصلت وأنا في سن أصغر، كنت أخاف النظر في المرآة في الظلام وقت النوم لأنني إن نظرت ألمح طيفًا يتحرك داخل المرآة. لم أكن أنام بشكل جيد حتى أرتني والدتي بأنه لم يكن إلا انعكاسي.
لذا فلنتحقق من كوابيسنا إن كانت تستحق أن نفزع منها، ولنقبل على فرص قد تغير مجرى قصتنا للأفضل ..لكن بحكمة.




قد مر على تجربة التدوين عدة أشهر، أستطيع القول بأنني أحببتها وأحببت الكتابة لكم ولي، تمر علي لحظات اتساءل إن نجحت في تدوينه أسبوع ما أم لا أو إن كُتبت بشكل جيد أو لا، هنالك شيء مدهش بشأن أن تكتب ثم تضغط على زر النشر ولا تدري مالذي يحدث لما قلته أو كتبته، كأنني أكتب رسالة وألقي بها بزجاجة في البحر، من يكتب ويلقي بما كتب في البحر يعرف تمامًا بأنه لن يتلقى ردًا باستمرار أو ربما مطلقاً. لكن ما يبقيني أعود هنا وأتحدث هي احتمالية بأن شيء مما أصنعه قد يصل ويحدث تغييرًا ايجابيًا ربما بسيط لأحد ما .


سأكتب لكم بمشيئة الله بشكل مستمر أكثر، أخبروني بحديث طويل عنكم لدي فضول لأقرأ شيء ما منكم!





إلى لقاء قادم بإذن الله 

-عَهْد. 




  

تجدوني هنا








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق