الأحد، 13 مايو 2018

أيامٌ عادية


Art by/ source 

مرحباً يا رفاق !


فضفضة سريعة ..

مالذي يحدثُ للأيام التي لم نفعل بها أي شيء؟

أعني .. الأيام التي لا نتذكرها .. التي لم تولد مميزةً لسوء حظِها .. أعني الأيام التي لا نُميزها عن بعضها.

ماذا يحدثُ لها؟


أين تذهب؟ هل تعود باكيةً للأيام القديمة تشتكي أنها غيرُ مميزة؟

سؤال غريب .. ربما أحمق!
لكن حقاً ما الفائدةُ منها؟

مالذي تصنعهُ فينا أيامنا الفارغة .. أيامنا الرمادية.. التي لا تُشبِع حيزاً في صندوق الذاكرة؟
تلك الأيام التي لا نذكر منها سوى التاريخ .. تلك الأيام التي لم تترك فينا شيء لنشتاق له؟
ترى أتشتاقُ لنا؟
هل  تجلسُ الأيام بقرب النافذة والدنيا تمطر وتتنهد حين نعبرُ حبل أفكارها؟

ربما تكون مميزة لكن بطريقة أخرى، ربما لا يتطلب أن يحدُث فيها ما يدعو للتميز كما عرفتهُ لنا الحياة.
ربما تميزها كان أكبرَ من أن نعيه، من أن نتحمله، لذلك قررنا أن نظنها "عادية"، أو قد يكون عقلنا الباطني من قرر ذلك!

ربما هي ليست "عادية" .. ربما حدث شيء مميز لم تلتقطه حواسنا!
شيء آخر .. لا يتطلب أن يكون اليوم مميزاً فقط إن كان يؤثر بنا، ليست كل الأشياء تدور حولنا، لأجلنا!

هنالك أهّمُ مما نظنه مهم، هنالك أيامٌ مميزة قد مررنا بها مرور الهواء بالأغصان، مررنا بها لكننا لم نُحدث تأثيراً فيها، سوى اهتزازٌ طفيف ولا شيء غيره.

ربما في يومك الممل، العادي، الذي لا تتذكره، قد حدث شيء أكبر من أن تعرفه!
ربما تقابلَ اثنان .. ربما حقيقة قد اكتشفت .. أو فراشة قد استيقظت.
ربما يد قد صافحت وانتهت بشأنها حرب طويلة لم تطوى منذ زمن.
ربما حبل مشنقة قد أزيل من عنق أحدهم ومازال يعيش!
ربما عاد لأمٍ ابنها الغائب منذ زمن.

لذا .. في أيامك "العادية" .. تذكر هي ليست عادية.
الحياة تدبُ من حولنا .. لا شيء ينتظر أن يحدث شرط أن تكون شاهداً على حدوثه.

الكثير من الأشياء تحدث .. معجزات تتحقق .. كل يوم ..بينما نحنُ نجلسُ بتذمر بأن يومنا العادي لم يحدث به شيء "مميز"!





-تمت-




إلى لقاء قادم بإذن الله 

كتابة/ عَهْد. 
  

تجدوني هنا






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق