الأربعاء، 4 أبريل 2018

سامحتك






Art by/ diana card
بسم الله الرحمن الرحيم 

مرحباً رفاق!


أستطيع البدء بقول أنا متأكدة من أننا جميعاَ قد جُرحنا، تمت معاملتنا بطريقة سيئة ، قيلت لنا كلمات مزقتنا من الداخل والقائمة لن تنتهي من المواقف التي قد نتشاركها جميعاً عبر حياتنا.

لذا تدوينة اليوم هي لكم ولي كذلك..

" قوة الغفران" كما أحب أن أسميها..

دعوني أبدأ بقصة .. كان هنالك صبي بعمر العاشرة يقف على زاوية الطريق ، لا يؤذي أحداً يهتم بشؤونه الخاصة.
اقترب رجل من الصبي وسلمه حجراً ثم ذهب، بعد فترة وجيزة جاءت امرأه و أعطت الصبي حجراً أيضاً ثم ذهبت.


جاء صبي آخر وأعطاه حجراً، وهكذا مرة بعد مرة يمر شخص ويعطي الصبي حجراً ويظل الصبي يحمل الحجارة بين يده، ثم  لم يقوى على تحمل الوزن الثقيل فقرر الجلوس ووضع بقية الصخور في حضنه ولا يزال يقابل أشخاصاً عدة ويزيدوا من الحمل بحجارة جديدة. 

مرة تكون حجارة صغيرة ومرة صخرة عملاقة لا يقوى على حملها إلا أكبر الرجال وأقواهم. 

كبُر الصبي وأصبح شاباً ثم رجلاً ناضج حتى كبُر في السن وهو لا يزال يثقل جسده بحمل تلك الصخور التي لا تفيد. 

أتت المنيه لذلك الصبي الذي قد صار رجلا طاعن في السن ومات وكل تلك الصخور والحجارة فوقه.




الآن لدي شيئان لأخبركم به الأول هو بأن القصة قد أختلقتها للتوي لأجل أن تدعم الفكرة التي أود إيصالها😆.

والشيء الآخر هو ..المقصد من الحجارة هي كل الجروح والغضب والحزن الذي نحمله ، كل تعليق من لسان أحدهم وكل نظرة جارحة وكل تصرف غير مقبول. هي حجارة نحملها ولا نريد الاستغناء عنها!

الآن قد تسألونني: لماذا لا يترك الصبي كل هذه الحجارة؟

الجواب هو ليفعل ذلك يعني أنه قد "غفر" و"سامح" ما جرى!

والغريب هولماذا يجب أن يكون الغفران صعباً؟ 


أحياناً اسأل نفسي عن عدم قدرتي لأن أغفر لشيء ما .. ربما لأنني لا أعي جيداً معني أن تُسامح أحدهم

لذا ماذا يعني "السُمح" إن كُنا قد عرفناه لأنفسنا خطأ؟


التسامح هو التساهل والتهاون واللين عن الخطأ وأن تقابل الإساءة بالإحسان أي أن تعامله أفضل مما قد عاملك الطرف الآخر. 

أستطيع تشبيهها بإزاله غصن عالق في مجرى نهر وإذ بالمياه تجري بسهولة. 

أن تُسامح يعني أن تصبح قوياً، لا يعني أبداً ضعفاً في النفس أو مخافة غضب أو بطش أحدهم، قرأت مرة بأن التسامح هو أرقى سمات الأخلاق ... لماذا؟

لأنها رحلة صعبة .. متعبة .. مؤلمة .. لذلك نحاول تجاهلها ونسيانها في آخر أدراج العقل. 

أن تسامح يعني أن تعود لفتح علبة لا تحوي سوى الأفاعي ، التسامح يعني أن تسبح  ذهابا وعودة في بحر هائج!

تقول لك نفسك أن تتوقف ثم تحرك رأسك غاضباً وتأمرها بالصمت.. تشكك في قرارك ألف مرة ومرة. 

لكن ما إن تصل .. لن تعود أبداً!



أن تسامح لا يعني أن تنسى .. هنالك فرق كبير .. لا تنسى أبداً لأنه سيكون لك درساً لن تعيده وإلا ستأخذ عليه درساً آخر وسيكون هذه المرة أشد ألماً.

مالفائدة من التسامح إذا؟ لماذا أدخل نفسي في حرب أنا في غنىً عنها ؟ تبدو العمليه نداءاً لطلب المزيد من التعب!

المسامحة هي ليست في صالح من آذاك.. أكثر من أن تكون في صالحك أنت!

لأنك أنت المستفيد .. أنت الذي ستتحرر وستجد السلام داخلك .. أن تحمل كل تلك الطاقات السلبية التي فُرِغَت بك لهو أمرٌ مرهق ومتعب على الروح.

حاول سكبها من فترة لفترة، أنظر لها، أفحصها جيداً.. أصفعها ربما ،ثم أركلها بعيداً.. أعد الكره مراراً حتى تفرغ وتصبح ممتلىء بنفسك بصوتك الداخلي !


أحيانا أن تسامح نفسك هو أصعب بكثير، تلك هي مشكلتي .. كيف سمحت لتلك وذاك أن يقول لي شيئاً جارحاً!
كيف لم أكن أكثر حذراً .. أكثر حدة في الرد !

لكن هي رحلة يجب أن نخوضها أنتم وأنا .. لأنني لا أود سوى ذاك الصفاء و السلام الداخلي الذي سمعنا عنه جميعنا!


لنعاهد أنفسنا أن نحاول معاً وأن نصبح أكثر ليناً مع الجميع. 

لسنا مثاليين ولست كذلك أبداً أبداً، لكنني أؤمن بأن المحاولة والاستمرار حتى وإن لم نلتزم تحدث فرقاً مهولاً داخلنا.


-اقتباس-

today i decided to forgive you
not because you apologized, or because you acknowledged the pain that you caused me, but because my soul deserves peace









- أمر أخير، ربما سأنشر شيئاً من كتاباتي الأدبية المتواضعة.. إن كنتم مهتمين أخبروني💗

شكراً لك قارىء خلف الشاشة يقرأ بصمت .. بقائك حتى آخر التدوينة يعني لي الكثير 💜💜



إلى لقاء قادم في تدوينة جديدة بإذن الله 

- عَهْد - 
  ❤   


تجدوني هنا







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق