الخميس، 18 يناير 2018

الخوف قد يجعلنا أقوى



مرحبا👋


أريد مشاركة موضوع  قد شغل تفكيري كثيراً في الآونة الأخيرة.

لذا فلنبدأ 💫


 الخوف 
 وبالتحديد سأتكلم عن  الحالة الشعورية التي نشعر بها من فترة لأخرى
لن أتناول موضوع الخوف المرضي لأنني لست خبيرة فيه أبداً..

لا أتوقع بأن أحداً منا لم يجرب الخوف .. لأي سبب كان ..
والقلق قد يكون شكلا من أشكال الخوف كذلك ..

لا ننكر كونه أسوأ شعور قد يلازم الإنسان .. وهو أشبه بالقيود أو السلاسل التي تربطنا في مكان واحد لمدة طويلة.
 قد تجعلنا هذه المشاعر نتوقف عن التفكير بحرية و البحث عن الحقيقة.




لأننا نخشى التغيير ونخاف الفشل وأن نكون على خطأ .. ولا أنكر بأنها أسباب تبدو مقنعة للشعور بذلك .. لكن مالايريد البعض منا  تصديقه هو أن الخوف سيمنعنا من الوصول الى ما سنكونه ..

 الخوف من المستقبل ، الخوف من صنع ما نطمح إليه ، الخوف من الفشل وتكرار الفشل مرة بعد أخرى.. و أن نخاف من أن ندع المجال لأصحاب الرأي بأن يخبروننا أننا لسنا ما نريده .. وهذا على ما أعتقد أقسى ألم قد نشعر به.

أتشعرون بالعجز جراء هذا الشعور ؟ هل تكرهون أحيانا أنفسكم لانكم قابعين على نفس الكرسي وعلى نفس الحال طوال الأيام والأشهر والسنين ؟ هل تشعرون بأنه من الصعب عليكم تفسير كل هذا لأحد لأنكم عجزتم عن التعبير أو لأنهم عجزوا عن الفهم وقد لا يريدون فهمكم..؟

وحين تسمعون أن احداً قد استطاع أن يصل لما تريدونه .. هل يتألم قلبكم لأنكم فشلتم ؟
ربما تريدون البكاء لكنه لا يكفي .. وربما قد اعتدتم البكاء

لدي أمر آخر لأخبركم به ... أنتم لستم وحدكم .. أنت لست وحدك .. وأنتي لستِ وحدكِ

كلنا مررنا بشيء من هذا كله .. وهناك من يعاني الأمر والأصعب ..

لذا أتودون معرفة أمر آخر .. لدي قناعة تكونت بعد تفكيرعميق وبعد النقاش حول الخوف مع الآخرين ..


لذا تقول قناعتي حول الخوف " الخوف يجعلنا أقوى "

لا يمكن لأي شخص أن يكون شجاعا قبل أن يجرب الخوف ..
والخوف هو الإشارة بأننا على وجه أن نقدم بأمر في غاية الشجاعة ..

هنالك الكثير من الكُتاب اللذين لديهم نفس القناعة حول ذلك وقد أستنتجت أفكاري الخاصة حول الخوف جراء هذه الإقتباسات..
بعض الإقتباسات حول "الخوف":




“Don't be afraid of your fears. They're not there to scare you. They're there to let you know that something is worth it.” 
- C. JoyBell C.

“Scared is what you're feeling. Brave is what you're doing.” 
- Emma Donoghue, Room

“I learned that courage was not the absence of fear, but the triumph over it. The brave man is not he who does not feel afraid, but he who conquers that fear.” 
 - Nelson Mandela

كثير من الكتب والمقالات ذكرت بأن الشجاعة لا تأتي لمجرد أننا لا نخاف بل الشجاع يشعر بالخوف وشجاعته ما هي إلا ردة فعل وتصرف وليست بشعور .. 

بإختصار " الخوف هو ما نشعر به ، والشجاعة فعل" 

لذا حين نطلق على شخص بأنه شجاع .. ليس لأنه قد استطاع أن يقضي على خوفه ولا لأنه لا يشعر به بعد الآن .. بل لأنه ومع إحساسه بالخوف ومع تواجد كل الأسباب التي قد تقوده نحو الهرب والاختباء .. إلا أنه قد أعترف بخوفه وأقدم على أمر في غاية الشجاعة لأن إيمانه بذاك الأمر كان أقوى من خوفه .. 

لقد وجد ما يركز عقله علية وقد أخمد نار الخوف .. 
ربما قد تغلب عليه بخوف آخر .. كالخوف من أن ضياع فرصة أو أن يموت قبل أن يحقق حلمه .

 قرأت مرة بأن هناك شيئان يجعلان الأنسان أقوى .. الحب والخوف 

لنفكر قليلا في هذه النقطة .. "كلما فكرت بها أزدت قناعة " 

لذا حين كنت أتجول على صفحات الإنترنت حول الخوف وكيفية التعامل معه 

كانت مع الأسف أغلب المعلومات تقترح طرق التغلب على الخوف وطرق إبادة الخوف منا 
ومع التفكير .. من المنطقي أن لا يريد أحداً منا أن يشعر بذلك ولكن الإقتراحات كانت غير منطقة أبداً 
من شدة بساطتها تشعرك  بأنك "أحمق" وبأنك تزداد حمقا لأنك لا تستطيع تطبيقها. 

فكيف يمكن أن تقترح مثل :" حاول أن لا تفكر بمخاوفك " أو "أشغل نفسك بأمر ممتع" ! 

أستطيع رؤية الغاية من هذه الإقتراحات كونها تريد أن تعطيك شعورا بالراحة ولكنها مؤقتة .. ثم حين لا تنجح هذه الإقتراحات مرة أخرى ماذا سنفعل حينها ؟! 

لما لا ننظر للخوف بزاوية أخرى ولما لا نعلم الأطفال بانه لا بأس من الخوف ..كلنا نخاف .. ومن يقول عكس ذلك فهو يخادع نفسه 
لما لا نخبرهم بأن الخوف يجب أن نتعايش معه وأن لا ندعه يقيدنا ويبقينا محبوسين ..

إن كنا بارعين في خلق مخاوف في نفسنا وفي نفس الآخرين لما نزرع خوفا آخر! .. خوفا من أن لا نصبح ما نريد .. خوفا من عدم تحقيق الأحلام .. خوفا من إضاعة فرصة .. ذكرى .. شخص .. وحياة ؟

لما لا نرى الخوف بهذا الشكل .. بدلاً من أن نحشو عقولنا بعبارة " خلاص بطلي خوف " أو" أنتي جبانة "! 

الإسلام ذكر لنا قصصا كثيرة حول شعور الأنبياء بالخوف .. أكبر مثال نبينا محمد علية الصلاة والسلام في حادثتة مع جبريل علية السلام وبعدها عاد خائفاً الى زوجته خديجة رضى الله عنها.

لما لا نقف على هذه التفاصيل أكثر ونفتح منها نقاشات مثرية ..تجعلنا نعترف بطبيعتنا وأن لا نحاول تغييرها ونتعلم كيف نتعامل معها ..

ما أريد إيصاله هو .. لا بأس من الخوف .. ولا بأس من الشعور به .. نحن بشر في النهاية! 

ومهما ما كنت ستقدم عليه في مستقبلك .. ومجرد شعورك بمعدتك تنقلب وبنبضات قلبك تتسارع .. اغمض عينيك وخذ نفساً .. اعترف بما تشعر به بينك وبين نفسك .. و أقدم على ما تريد .. عندها تكون قد أصبحت شجاعاً 

"الخوف لا يستطيع إيقاف الموت .. بل إنه قادر وبشدة على إيقاف حياة" 


*تنويه 
لست دوما شجاعة .. لكنني أحاول أن أكون  وأظن بأن هذا كافي بالنسبة لي 

أتمنى أن أكون قد وفقت في هذه التدوينة.

- عهد - 
  ❤   







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق