السبت، 13 يناير 2018

حين يعود الشغف



مرحبا يا رفاق 👋

ما هو الشغف ؟
بإختصار الشغف يعني "الحب" بل هو أقصى درجات الحب
هنالك تعريف مفصل للشغف في القاموس العربي هنا للإطلاع

لكن ما وجدته خلال بحثي حول الشغف بأنه مهما أختلفت طرق تعريفه بين الأشخاص وبين علماء اللغة كلهم إلا وأنني وجدت بأنهم اتفقوا في شيء واحد بأنه يبقينا "أحرار"

الشغف في نظري هو الأمر الذي يصنع بيننا فارق وهو ما يجعلنا نحن بإختصار ، قد تكون هنالك فوارق أخرى لكن أظن بأن الشغف هو الفارق الذي يلعب دورا كبيرا في اختلافنا وتميزنا.

اقتبست مقولة  الرسام الهولندي الشهير vincent van Gogh


"I would rather die of passion than of boredom"
وترجمة هذا الإقتباس
"أفضل الموت لشدة الشغف على أن أموت لشدة الملل"


وأنا أتفق كثيرا مع هذا الإقتباس ..
 الشغف هو النار التي تجعلنا يقظين .. سعداء و أحياء .. حتى نتمكن من تحقيق ما نشعر بأننا هنا لأجله.

رحلة البحث عن الشغف كانت محبطة جداً في بدايتها معي ..
فلم أعلم ما أنا شغوفة به إلا متاخراً.. لكن أستطيع القول بأن السبب في ذلك هو ربما العوامل التي نمر بها تغير وتيرة إكتشافنا لذاتنا.
كنت محاطة بمجموعة من الأشخاص مميزة جداً ، فكل شخص منهم كان مميزاً بأمر محدد .. وقد كان أمراً آخر زاد من إحباطي بنفسي.

قرأت الكثير من المواضيع والكتب حول إكتشاف "الشغف الخاص بي"
لكن المحاولات كانت في النهاية تفشل .. مع أنني كنت أطبق ما يكتب في تلك الكتب والمقالات بدقة كبيرة وكأنها وصفة كعك !
*لا أعلم ما علاقة الكعك بكل هذا لكن أتمنى أنكم فهمتم قصدي*

نهاية الحكاية أستطيع القول بأنني وجدت شغفي الخاص.. أعلم لا يوجد الكثير من التفاصيل لأذكرها حول ذلك ..هي كانت مفاجأة وبدون أي سابق إنذار ، وقد أصبح لهذا الشغف أخوة يشاركنه الهدف نفسه.

وهذا أمر آخر تعلمته وهو "لا مشكلة من تبني أكثر من شغف " ولا بأس كذلك إن أكتفيت بأن يكون لك شغف واحد!

قرأت تدوينة لريم أو تلقب بـHONEY هنا  إن أردتم الإطلاع عليها فقد تحدثت حول الصوت الداخلي الذي يمنعنا من القيام بما نحب  وبعض النصائح للتغلب على ذلك
(كانت مدونة ريم أول مدونة أقرأها والتي مازلت اتابعها وقد ألهمتني في كثير من الأمور) .


لكن هنالك أمور قد تجعلنا نضع أحلامنا وشغفنا على جنب .. لأن الوقت ليس مناسباً أو ربما لأننا نريد التركيز على الواقع أكثر ..أو من الممكن لأننا مللنا بسبب عجلتنا في ظهور النتيجة التي نطمح بها ولا ندع مجالاً لها بالنمو بشكل طبيعي
كل هذه أسباب واردة وقد تقع ..

وقد يفقد الإنسان ذاك الحب وينساه وتبقى قصة مكانها في مستودع الذكريات!
لكن بعض الأحيان  .. يعود الشغف مرة أخرى ..لأنه يجب أن يكون موجوداً بنا ..لكن هذه المرة هو مختلف عن السابق.

كنت في مرحلتي الثانوية شغوفة جداً بعالم التصوير الفوتوغرافي .. أستطيع تشبيه البداية  كصوت انفجار الألعاب النارية ..
كنت أريد أن أتعلم كل شيء .. أردت تصوير كل الزوايا التي تخطر على البال .. تابعت أعمال الكثير من المصوريين وحاولت أن أجد الإلهام بإعمالهم .. حاولت اكتشاف ما أنا جيدة فيه و التركيز عليه .. كنت أنام وأنا أفكر في العمل القادم وأستيقظ وأنا أقدم عليه ..

في تلك المرحلة عرفت بأن التصوير ليس مجرد ضغطة زر وانتهينا ها هي صورتي !
لا.. بل كانت أغلب جلسات التصوير التي اقوم بها تنتهي بصورة واحدة ولست راضية 100% عليها .. دوما هنالك مجال للتحسين هذا ما كنت أقوله

وتمر الصورة بمرحلة تنقيح على الفوتوشوب أو أي برنامج آخر .. كل هذا جعلني أحترم المصوريين .. لأنه عمل في غاية الصبر والدقة ..
أذكر أول صورة نشرتها على موقع flicker وأذكر ردود الأفعال والتعليقات على عملي بكل دقة
كانت ممتعة .. لا أستطيع أن أجد كلمة أخرى تصف تلك الفترة ..كنت أشعر بأن لدي هدف ولدي هوية تميزني!

لكن كل هذا توقف فجأة!
عند دخولي للجامعة لأكون صريحة لم أكن سعيدة أو ربما الكلمة الأجدر هي لم أكن نفسي التي أعرفها.

دخلت في دوامة إحباط لأن عالم الجامعة لا يقارن بتاتاً بعالم المدرسة .. بإختصار كانت صدمة.
لم أعد أريد التصوير كالسابق ..كل ما أردت القيام به هو الكتابة لنفسي .. فبدأت التدوين على ورق ثم نقلتها على هاتفي.
مرت 3 سنوات لم أرفع فيها كاميرا التصوير.. بقت على نفس الرف وفي نفس الحقيبة تحدق بي .. لذا خبئتها كي لا أراها.

توقع من حولي بأنني سأعود بعد شهر وبأنها حالة بسيطة وستمر ..لكنها لم تكن "حالة بسيطة" كما قالوا..
كنت في كثير من الأحيان أريد أن أحرك نفسي لسابق عهدي ..لكن لم أكن أستطيع !
شعرت بنفس الإحباط السابق الذي مررت به في بداية رحلتي
كانت مرحلة صعبة .. ظننت بأنني الخاسرة بها.

ثم يوم ما في رمضان 2016 لسبب ما لا أعلمه .. أنشأت حساب في الإنستقرام مع أنني أملك حسابي الخاص و التقطت صورة بهاتفي لشروق الشمس وبعدها بتلك البساطة  أكملت ..

*عذرا لو كانت القصة مملة لكن هذا ما حدث حقا ..تمنيت لو كانت مشوقة أكثر*

لكن بعد أن عاد الشغف إختلفت الكثير من الأمور .. كان شغفي في البداية كصوت ألعاب نارية .. الآن بات صامتا..  اصبح ثابتاً كشيء معلق في السماء ويلمع ربما لأراه دوما ً.

 هذا ما أظن بأنه "النضج" وبأننا بدأنا نفهم بعض جيداً.. أنا وشغفي.

الجميل في الأمر بأنك حين تعود للقيام بما تحب فالمرحلة الأولى "مرحلة التعارف" يتم تجاوزها .. فيصبح اللقاء وكأنك تلتقي صديقاً قديماً .. الحب المتبادل موجود والذكريات موجودة وبالطبع يوجد عتاب.

هي لحظة عميقة .. ربما تكون هذه تجربتي الخاصة وقد أكون أرى الموضوع بعمق شديد .. لكن هي عميقة بالفعل!

كتبت ما يجب أن تتوقعه من نفسك إن عدت لتقوم بما تحب بعد مضي فترة طويلة :

1- من الطبيعي أن تنسى الكثير من الأساسيات .. لا تكن قاسي على نفسك
2- ستكون أكثر نضجا .. ستهمك الغاية والهدف أكثر
3- سيختلف طابع  أعمالك عن السابق .. وهذا طبيعي بل قد تكون أفضل بكثير
4- سيقل تأثير شغفك عليك .. لا يعني ذلك بأنك لا تحبه بل سيقل عن السابق وقد يكون هذا الملائم

ربما يوجد المزيد لتتوقعه أكثر من هذا لكن حاولت ذكر النقاط الرئيسية .. شاركوني بعض من النقاط حول ما يجب أن نتوقعة حين نعود لإهتماماتنا 💫

القصص كثيرة حول العودة للشغف والتجارب تختلف .. البعض منها يكون بسيط والبقية تكون أعمق.

أتمنى أن أكون قد وفقت في محاولة التدوين حول هذا الموضوع.

شاركوني أرائكم 💗

وهذا حسابي في الإنستقرام للتصوير وبعض الكتابات المتواضعة إن أردتم الإطلاع عليه  هنا  سيسعدني رؤية تعليقاتكم 💗💗



- عهد - 









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق